صفحة جديدة للشباب في قيادة الدولة

منح الفرصة للشباب للمشاركة في إدارة شؤون الدولة تطور مثالي في عملية البناء وتحفيز الأجيال لبذل أفضل ما لديها في السياق الوطني، ذلك بناء واقعي وبراجماتي مهم يواكب المرحلة ويعزز استيعاب الجميع في المنظومة الوطنية، الى جانب قيمة أخرى مضافة وهي الاعتراف بقدرات الشباب وفتح المجال لاستكشاف قدراتهم وتفجير طاقاتهم، وذلك كفيل بفتح أبواب المستقبل على مصراعيها للمضي قدما في تطوير الذوات ورفع سقوف الطموحات التي تبنى بعقل جماعي يستوعب جميع تفاصيل التطلعات والآمال.

التشكيل الجديد لمجلس الوزراء قدّم نخبة شبابية تؤكد أن الدولة انتقلت الى مرحلة جديدة في تقديم الشباب والاعتماد عليهم وتوليد الحافز الذاتي ليعملوا بانفتاح أكبر يصل بهم الى استحقاقات كبيرة والأهم منها ثقة القيادة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في قدرتهم على إعانته في تحمّل المسؤوليات والقيام بواجبات البناء والتنمية على الوجه الأبيض الكامل.

في إطار هذا الهيكل الشبابي الجديد اتوقف عند نموذجي وزارتي الثقافة والإعلام والعدل، فوزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي يأتي في سياق وزارة لها أبعادها السيادية، والأمر تكليف أكبر منه تشريفا للشباب، فقضايا الثقافة والإعلام من الأهمية بما يجعلها رأس الرمح التنموي والوطني، لأن الثقافة تبني المجتمع وتشكّل منظومته الحضارية التي تستوعب المتغيرات، والإعلام يعكس مجريات التطور والنهضة ويحمي ثقافة المجتمع والوطن من الانهيار والتشويه، وهو جدير بأن يعي ما تم تكليفه به باعتباره «ابن المهنة» وله قدراته العلمية والمهنية وتجربته في المجال الثقافي والإعلامي التي تضع أمامه معادلة المطلوب للتطور.

بالنسبة لوزارة العدل التي تولاها الشيخ وليد بن محمد الصمعاني، فهو أيضا تأهل علميا في كل مجريات العملية العدلية والقضائية، وله خبراته العميقة في القضاء، وهو فعليا يقف في ثغرة مهمة للمجتمع والوطن، فإذا اكتمل له الإحاطة بكل ما يتعلق بعدالة الناس أو أغلبها فإنه يختصر للدولة والوطن والمجتمع مشوارا طويلا لتحقيق استقرار الناس، وأعان القيادة الى حد كبير في إقامة العدل وتطوير القضاء وتأهيل القضاة، لأن الدولة الوطنية بلا عدل حقيقي تتعرض لكثير من التخريب والتعرض للتشويه، وبما أن الوزيرين يمثلاننا نحن معشر الشباب فلا نقبل منهما بأقل من مطابقة الثقة الملكية والوطنية بما تستحقها من منجزات سلسة تؤكد دور الشباب في المساهمة الإيجابية الفاعلة في قيادة الدولة وتحقيق تطلعاتها من خلال شبابها الذين وصلوا الى السقف التنفيذي والإداري الأعلى في الدولة بدعم القيادة وثقتها في إنجازهم لمنجزات تكتسب تاريخا جديدا للشباب في بلادنا.

سكينة المشيخص

نقلا عن “اليوم”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *