إنت الموظف فلان؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
سبق أن قلت حينما تدخل محلاً للعطورات، ولا تستطيع تمييز العاملين من الزبائن.. فهذا أمر غير مهم كثيرا.. المهم أن تختار ما تريد من عطورات جميلة تعدل مزاجك، ثم تغادر!
لكن ما الحيلة حينما تقطع مشواراً طويلاً، وتدخل مؤسسة حكومية أو مستشفى، ولا تجد الموظف أو الطبيب في عيادته، وتذهب للبحث عنه في الممرات بعدما تكون سألت عن ملامحه “طويل قصير.. أسمر أبيض.. بشنب.. بدون شنب.. لابس عقال.. بدون عقال”.. وإن لم تعثر عليه تجلس في صالة الانتظار، وكلما مر شخص تسأله: “يا الحبيب.. يا الطيب .. أنت فلان”؟!
ما زلنا نمارس ذات الطريقة حينما نرتاد مستشفى أو مؤسسة حكومية.. ولا أعرف سبباً لعدم وضع الموظف في هذه المنشآت بطاقة تعريفية على جيبه العلوي تماما كموظفي الخطوط السعودية والمضيفين وبعض موظفي البنوك وشركات الاتصالات!
الذي لديه سكرتير أو معقب يقوم بالمراجعة نيابة عنه لن يشعر بالإزعاج .. ولا يعنيه سواء داوم الموظف بالبشت أو بـ”بيجامة النوم”.. بالتالي هو غير معني بمقال اليوم!
لو طلبنا فرض لباس معين على موظفي الحكومة المدنيين كغيرهم من القطاعات، فنحن نطلب المستحيل.. من هنا فالذي نطالب به بعض المسؤولين الجدد وقد باشروا أعمالهم على رأس بعض القطاعات، أن يقوموا بتمييز موظفي مؤسساتهم وإداراتهم.. هناك اختراع اسمه بطاقات تعريفية يتم تعليقها في الجيب العلوي للثوب.. توضح اسم الموظف ووظيفته.. ثم يضعون إثر ذلك حداً أدنى للمظهر العام لا ينبغي النزول دونه..
وأما الأذواق والرغبات والحريات الشخصية فحتماً ليس مكانها العمل.. يجب التعامل مع بيئة العمل تماما كالمناسبات الرسمية.. لباسك يكشف لنا مدى احترامك لنفسك قبل أي شيء!
صالح الشيحي
نقلا عن “الوطن”