شينة!

إخواننا الأردنيون والفلسطينيون أطلقوا على العاصفة الثلجية القادمة التي ستجتاح الشرق الأوسط اسم “هدى”. أما اللبنانيون فقد أطلقوا عليها اسم “زينة”، أما نحن فسأتطوع لاختيار اسم لهذه العاصفة وهو “شينة”. وكما يقول المصريون “مفيش حد أحسن من حد”!

يقول الشاعر “هبت هبوب شمال وبردها شين”، ولذلك ليس أنسب من اسم “شينة”، لأنه يصف الحال والأحوال بدقة متناهية.
لماذا أطلقت عليها هذا الاسم؟!

في دول الشمال، الناس هناك على علم بهذه العاصفة بوضوح تام، ولديهم الأرقام المتوقعة بدقة، ومتى ستصلهم بالضبط، وقاموا بأخذ احتياطاتهم اللازمة كاملة، ولذلك ستمر عليهم بهدوء، دون أضرار تذكر، بل على العكس ستنشر “رويترز والفرنسية” صورهم وصور أطفالهم وهم يستمتعون بهذه الأجواء الاستثنائية، ومن هنا أرادوا كسر “العامل النفسي” للعاصفة المنتظرة وقاموا باختيار اسم “زينة” وهو على كل حال اسم “مهضوم كتير”!

لكن ـ وما أمر طعم لكن ـ نحن هنا نعمل دوما على ردة الفعل. أمس القريب يقول المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد إنهم قاموا بإبلاغ 16 جهة حكومية عن هذه العاصفة. وانتهى دورنا”. بالمناسبة هو يتحدث من جدة. يعني كما يقال “دفيان”!
أسألكم أنتم الآن: هل لمستم على الأرض أي تحرك من أي نوع لحماية البشر والشجر والكائنات الحية من هذه العاصفة؟ أين هذه الجهات التي يقول عنها هذا الرجل؟!

ثم هل سمعتم أي خبر من القطاع الصامت..؟ هل سمعتم أي جمعية خيرية تكشف عن جهودها في حماية الفقراء من أضرار الموجة الثلجية القادمة؟!

هل سمعتم أرقاما دقيقة رسمية عن درجات الحرارة ومدة ومدى انتشار هذه العاصفة؟ لا شيء من ذلك.
هل تلوموني حينما أطلق عليها “شينة”!

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *