الميليشيات تعيد رسم خارطة سكان وسط العراق
بغداد- رويترز:
تعمد الميليشيات العراقية إلى توسيع رقعة نفوذها وتعيد رسم خارطة السكن وسط العراق. ويبدو أن الميليشيات الشيعية لا تفرق بين المدنيين والمتطرفين أثناء تقدمها في مناطق وسط العراق، وهي تتبع سياسة ممنهجة من أجل تغيير الواقع الديموغراقي والطائفي في المنطقة.
ولا يقتصر الخطر المحدق بالعراقيين على المتطرفين وحدهم، بل يتجاوزه إلى شيء أكثر بشاعة يهدد التنوع الديموغرافي والطائفي في وسط العراق. فالميليشيات العراقية المقاتلة إلى جانب الجيش وسعت نفوذها مؤخراً أمام تراجع المتطرفين في بعض مناطق وسط العراق، وبدأت بإعادة رسم خارطة التوزيع الطائفي للسنة والشيعة.
ونتيجة لذلك، بدأ “تغيير كبير يطرأ على المناطق التي يعيش فيها السنة وسط العراق، وبشكل خاص في ديالى وسامراء وصلاح الدين وبابل وجرف الصخر ومناطق حزام بغداد”.
وتحدثت مصادر الوكالة عن عدم تفريق الميليشيات بين مدني ومتطرف، وقيامها باعتقال وفصل الرجال عن النساء والأطفال، قبل ترحيلهم إلى مواقع الجيش العراقي، إضافة إلى حرق المنازل وتدميرها، وهي عمليات تقوم بها تحديداً منظمة بدر بحجة شق الطرق للوصول إلى الأحياء والمقامات الشيعية القريبة.
وتقول مصادر إن “الميليشيات تستقدم عائلات شيعية للسكن في البيوت التي هجرها ساكنوها، ما قد يؤدي إلى تغيير الطابع الديموغرافي والطائفي في تلك المناطق”.
كما أكد شهود عيان فرار السنة من مناطق وسط بغداد، أمام تقدم الجيش والميليشيات الشيعية، خوفاً من الاعتقال والقتل بتهم مساعدة المتطرفين وإيوائهم.
ويدعم هذه الشهادات ما قالته منظمة الإنقاذ الدولية عن أن أكثر من 130 ألف عراقي فروا من وسط العراق، خوفاً من الاعتقال، أمام تقدم الجيش والميليشيات.