الأمير والإعلام الرياضي وأزمة “الأخضر”
أيام قليلة فقط تفصل منتخبنا الوطني عن خوض بطولة تعني له الكثير في ظل واقع مرير يعيشه وتعيشه كرته . . أيام قليلة فقط ستحدد بشكل مفصلي ما إذا كان “الأخضر” قادر على إثبات نفسه مرة أخرى على خارطة آسيا التي كان في كثير من الأيام هو سيدها بينما اليوم ليس إلا حملا وديعا ليس قادرا حتى على الابتسامة وخلقها على من يحب .
بطولة آسيا هي بطولة تعني الكثير للشعب السعودي بكافة انتماءاته وألوانه وأطيافه . . بطولة لها من الذكريات الشيء الكثير ولازالت تلك الذكريات عالقة في عقول هذا الشعب صغيرا كان أم كبيرا ، فهي البطولة التي عرفت من خلالها شعوب آسيا من هي السعودية وكيف أحبوا كرة القدم وإلى أي مدى تطورا وسيطروا على آسيا طيلة عقدين كاملين . . لكن الأحوال تغيرت والأمور كلها تبدلت في رياضة بلدي ، فالأسباب عدة والمشاكل كثيرة ولا مجال لي هنا في طرحها كلها أو إعادة كتابتها لأنني سئمت وأنا أكتب بحسرة عن حال منتخب بلدي . . ولكن !!
هل يُعقل أن تكون انتقالات لاعبين للأندية هي من تتصدر أغلفة الصحف بينما أخبار المنتخب الفنية والاستعدادية لا حس ولا خبر ؟!
هل يُعقل أن تكون جدولة الدوري للدور الثاني هي في مقدمة أخبار أي برنامج رياضي بينما المنتخب في ظرف أسبوع سيلعب مباراة تُعتبر مفصلية له ولوضعه في آسيا !؟
هل يُعقل أن يكون حديث الشارع الرياضي في المجالس والمواقع هو عن حادثة مشجع تشاجر مع لاعب في مهمة وطنية ؟ من المتسبب في انجراف الشارع الرياضي لمثل هكذا أمور ونسوا مهمة منتخبهم !؟
ماذا ترجو من رياضة بلد ومن يتصدر منابر الصحف والبرامج فيها همهم هو انتماءاتهم فقط وأينما تكون يكونوا معها مهما كانت مصلحة منتخبهم ومهما كانت لغة العقل موجودة في حديثهم وكتاباتهم أو لا !؟
أمير يتكفل بدراسة مشجع على حسابه فقط لأنه يشاركه في الميول وتشاجر مع لاعب خصمه ، وإعلامي يؤجج الشارع بقلمه على مهاجم منتخبه الأول وهو في مهمة وطنية فقط لأجل ميوله في المقابل لن تسمع له همسا لو كان يشاركه الميول . . فأي أمور نريد أن تنهض برياضتنا ، وأي إعلام سيدفعنا لمستقبل رياضي أفضل ، وأي أشخاص اهتموا في “الأخضر” ؟!
(مجرد رأي)