التائبون النادمون مقدماً!!

كشفنا في مقالةٍ بعنوان: (كيف تصنع قنبلة في نصف ساعة؟) كيف تتم دعشنة أبنائنا في المدارس، من لدن (حلوة: لدن؟) بعض كوادر الفكر المتشدد، التي تتدرج من «معلم توعية إسلامية»، إلى وكيل وزارة بمسمى «معلم»، تسند إليه مهمة النشاط اللاصفي (مثلاً)؛ فيحارب الرياضة، والمسرح، والموسيقى؛ لأنها «هدرٌ لطاقة الأمة»! ويشجع (بالمقابل) المعسكرات «الدعوية»، التي تكرس في أبنائنا أن كل شيءٍ حرام، حرمة لا يغفرها الله تعالى إلا بالشهادة؛ حيث يدخل الجنة بلا حساب! وهو ما توفره «القاعدة»، و«داعش»، و«إخوانهما» من الرضاعة، بـ«ضغطة زر»، تنقل «السعيد» فوراً إلى أحضان الحور العين!!

ومع اعتراف الوزارة «رسمياً» باختطاف التعليم، من قبل الفكر المتطرف منذ أربعين عاماً، ومع قوانين مكافحة «الإرهاب»، والنجاحات الأمنية التي صارت نموذجاً للعالم كله، تفاءلنا بأن يتغير الوضع، ولكن مقطعاً عرضته الـ(mbc) في نشرة التاسعة، يوم السبت ليلة الأحد الماضية، أعادنا إلى المربع «الداعشي» الأول، و…«أتارينا يا عزة لا رحنا ولا جينا»!

يعرض المقطع طفلاً في «معسكرٍ دعوي»، يعلن «توبته»، ويبكي بحرقة، ويدعو أقرانه للتوبة والندم قبل فوات الأوان! (أوان إيه يا ورعان)؟!

وعلَّق عليه الزميل «الشرقي»/ «محمد العصيمي»، مطالباً بمحاسبة «أمنية» صارمة للقائمين على هذا المعسكر، سواءٌ أكان مصرَّحاً لهم أم لا! وأشار إلى أن هذا «الشحن» الآيديولوجي للأطفال ما زال يمارس في التعليم؛ مستنداً على مقرراتٍ مليئة بالكراهية والتحريض!!

ونضيف هنا: أننا لا نفهم لماذا تتردد وكالة الوزارة «للتخطيط والتطوير» في تغييرها؟ بينما تشغل الإعلام، وجمهور «تويتر»، بوعودٍ ألفناها (عبر ثلاث وزاراتٍ سابقة) لحل قضايا مزمنة، كنقل المعلمات، والمباني المستأجرة، وكفاءة المعلم!
وفي السياق الإعلامي، طالب كثيرٌ من الزملاء بإغلاق القنوات الخاصة، التي تستخدم الدين في بث الأفكار المتطرفة، والاكتفاء بقنوات التلفزيون السعودي، لإبراز الوجه المتسامح لديننا الحنيف!

أما فكرياً، فإننا نعيش منذ أسابيع، مفارقةً عجيبة وهي: أن «أحمد قاسم الغامدي» (مدير هيئة مكة سابقاً) يمثل أشرس أعداء ذلك الفكر، بينما يمثل «عبدالله بن بخيت» (انهبل أم استهبل) أهم الأصوات الداعمة للفكر الداعشي، المنقذة له كلما أحس بالغرق! وغداً نفصل..

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *