غزوة المطاعم والسائقين
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
العمل الحكومي في بلادنا مثل الموضات، فترة زمنية وتنتهي، لذلك أحسب أن صحوة الرقابة على المطاعم في جدة والطائف من ذلك، تخيل أن بلدية الطائف ضبطت مخالفات في 400 مطعم دفعة واحدة و«خلال الأيام الماضية»، وما بين قوسين يشبه «خلال فترة وجيزة» التي يستخدمها بعض الوزراء كمسكّنات!
في محافظة جدة أيضاً هناك صحوة بلدية ضد المطاعم المخالفة، العدد و«الفترة الوجيزة» تبعث على التأمل والتفكير في آلية العمل الرقابي الحكومي، ما الذي فك الرقابة من عقالها؟
ومن الذي كان قد قيدها؟ كيف نامت كل هذه المدة لتصحو في لحظة وتنجز عملاً يصعب حتى كتابة الأخبار عنه من كثرته؟ بل إنه مدعاة للشك في جدواه وحقيقته.
على الوتيرة نفسها اهتمام «مفاجئ» بالرقابة على سائقي باصات المعلمات، تصريحات عن الشروط والتطبيق، لاحظ المعلمات تحديداً، ربما يستثني سائقي باصات الطالبات والطلاب والعمال، سياسة الخطوة خطوة، تفقيط المشكل وتجزئته، وكأن قضية عدم انضباط السائقين وندرة احترامهم للأنظمة وانطباق الشروط النظامية عليهم ظاهرة ولدت للتو، لمعت بعد اهتمام وزير التربية بحوادث وفيات المعلمات، لمعان أدى إلى لفت الأنظار، إنها الوفيات نفسها التي تحدث منذ سنين.
فرض الانضباط وتطبيق الأنظمة موسمي لدينا، يصعد إلى أعلى السطح حينما يهتم مسؤول كبير بقضية محددة تحديداً لا لبس فيه، لا زيادة ولا نقصان، ثم يختفي مع اهتمام جديد.
ما نعانيه هو أن الإدارة الرقابية الحكومية لا رقابة عليها لذلك يأتي عملها مثل نائم استيقظ بسبب كابوس.
عبدالعزيز السويد
نقلا عن “الحياة”