السيرة الذاتية لمعالي الوزير
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تماسكت لما يقرب من أسابيع ثلاثة كي أتحاشى الكتابة عن “توزير” واحد من أغلى أصدقاء الحياة، وبلا أي نقاش: أرفع صديق تعلمت منه دروساً، أعترف اليوم أنني فشلت في تطبيقها في الهدف والرؤية. بالتقريب عدت في الشهر ذاته الذي عاد فيه معالي الدكتور محمد آل هيازع من البعثة الطويلة يوم كان قادماً من أرقى مثلث للعلم على ظهر البسيطة:
هارفارد، “NIT” وبوسطن. ابتدأ “أبو وليد” مشواره كألمع أستاذ جامعي عرفته في حياتي مع “الطبشورة” أستاذاً لمادة “الكيمياء” لطلاب كلية الطب. فجأة، دفعه صاروخ صغير لعمادة كلية العلوم، ومن يومها اكتشفت فيه مزيج “الأكاديميا” والإدارة فكل فريقه القديم هو الصف الأول في وكالات أربع جامعات ناشئات كان لهم المثال والقدوة، صاروخ صغير آخر يدفعه لوكالة جامعتي للدراسات العليا والبحث العلمي، وهنا سأقول بكل وضوح إنه كان الجندي المجهول الخفي كي تصبح المرأة في عسير طبيبة ومهندسة ومحامية.. أيضاً لأنه من رسم خريطة للتعليم العالي في هذا المكان في مغامرة نجحت في العواقب.
بكيته بحرقة ليلة إطلاق الصاروخ “المتوسط” بتعيينه مديراً لجامعة جازان لأنني عرفت يومها أن العلاقة الأخوية ما بيننا ذهبت إلى كوكبين وعالمين متباعدين. كنت أشفق عليه من حتمية الفشل وهو يتسلم جامعة لا نواة لها سوى كلية طب مهترئة تائهة وكلية معلمين تقليدية، لكنه ودعها بعد أن بنى في جازان الغالية مدينة جديدة مكتملة ببرهان وطني، وبعد أن استكمل في آخر حفل تخرج كل الكليات النوعية للجنسين. كان معالي الصديق “أبو وليد” أروع نظرية وطنية على نجاح استثنائي لجامعة ناشئة من الصفر، وكل قلقي عليه اليوم ليس إلا عواقب “الصاروخ” الأخير، هل سنركن إلى سيرته الذاتية المدهشة التي قادته من نجاح إلى الذي يليه رغم بيئة الفشل الذريع التي كانت تحيط به في كل مكان يذهب إليه، أم نراهن مرة أخرى على وزارة “مريضة” اسمها “الصحة”، هل نراهن على شخصية “الانضباط” وبناء الأفكار التي عرفتها عبر تاريخ طويل مع “معالي الوزير” أم هل سأسمع منه ما قال لي معالي الراحل الكبير، وفي حضور الكبير الآخر، قينان الغامدي: تمنيت لو أن أيامي مع وزارة الصحة لم تكن في سيرتي الذاتية.
علي سعد الموسى
نقلا عن “الوطن”