“لو دامت لغيرك ما وصلت إليك”!

حينما تكون الظروف مواتية، وتمتلك أفضلية الأرض والجمهور، ينتظر جمهورك أن تفوز بأكبر قدر ممكن من الأهداف، لا بد أن تتفهم ذلك.

دكة الاحتياط مليئة باللاعبين المميزين. التبديل مفيد في هذه الحالة. اللاعب الذي انخفضت لياقته تستطيع تبديله. من هو خارج الفورمة. المصاب. من تشعر أنه أدى مهمته. التغيير يصبح مطلبا في هذه الحالة. المهم أن تقوم بالاستفادة من ظروف الزمان والمكان والإمكانات.

الحكومات في كل مكان في العالم أشبه بالمنتخبات الرياضية. بحاجة إلى تبديل. إلى تشكيل. إلى تغييرات.

يوم أول من أمس، صدرت في بلادنا عدد من الأوامر الملكية. تم تغيير عدد من الوزراء. سم الأمر ما شئت: تدوير. تشكيل. المهم أن التغيير شمل حقائب متعددة.

الكل كان مدركا لحاجة البلد إلى التغيير منذ فترة طويلة، وزارات كثيرة كانت بحاجة إلى تصحيح مساراتها. الأمر كان يتجاوز حاجات الناس نحو طموحاتهم.

صدرت الأوامر. طويت صفحات. وفتحت صفحات جديدة. أعدنا كتابة طموحاتنا من جديد. والمهم هو أن يدرك جميع هؤلاء الوزراء ـ بمن فيهم مدير الأمن العام ومدير الدفاع المدني ـ نقطتين:

الأولى: أنهم موظفون جاؤوا لغاية واحدة. تحقيق تطلعات الشعب والقيادة. التاريخ الذي لم يرحم غيرهم لن يرحمهم. العمل شاق والمسؤولية صعبة والأمانة عظيمة. الناس اليوم تنظر حولها. تأمل وتتألم. وتقارن. وتسأل: لماذا لا نكون مثل غيرنا؟

النقطة الأخرى: أن هذا الكرسي لا يدوم لأحد، مهما طالت فترة الجلوس عليه سيأتي يوم ويتركه لغيره. “لو دامت لغيرك ما وصلت إليك”. ولذلك يجب على كل وزير هذا الصباح، أن يفكر في يومه الأخير، ولا تخدره المكاتب الإعلامية والفلاشات والمواكب واللافتات، والطائرات الخاصة، والقصائد الترحيبية!

صالح الشيحي

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *