لأي سن يستمر العناق ؟!

قد يهمك عزيزي القارئ هذا المقال أياً كنت ،، رجلاً أو امرأة .. صغيراً ام كبيراً .. سيهمك ان كنت طفلاً او ابناً او والداً او جداً .. لماذا ؟! لأنك دوماً تحتاج للعناق ..

ما معنى عناق ؟! وهنا اعني المعنى الحقيقي للكلمة .. المعنى الذي يجعلك تطلق تنهيدة قد يقشعر بعدها جسمك .. عناق تعني : تعانق الأرواح . ثم القلوب . ثم العقول . ثم الأجساد . عناق تعني مشاعر فعلية تجاوزت الكلمات وتمت ترجمتها لفعل يشرحها بعمق ..

لماذا قد يلامسنا الحديث ؟! لأن العناق لدينا ينتهي عند سن السادسة … وعند السنة الأولى من الزواج .. لأن العناق لدينا فقط في لحظات اللقاء أو الوداع .. لأن العناق تحتاجه ليس فقط يومياً بل كل ساعة إن لم ابالغ ..

في الطفولة يحتاج الطفل للعناق الدائم وترديد كلمات الحب على مسامعه .. ليكبر على الإشباع العاطفي .. ويعتاد على وجود الحب حوله والرعاية والإهتمام … في المراهقة يحتاج المراهق للعناق اليومي كي لا يشعر بالفراغ العاطفي .. كي يشعر بالإحتواء وبتفهم من حوله بأنه في مرحلة انتقالية .. في مرحلة النضوج أو الزواج يحتاج الشخص للعناق كي يمتد عمر الحب … كي يتم تصديق القسم الذي اقسمه هو وزوجته بأن يحبا بعضهما مدى العمر … كي يراهم اطفالهم وهم دوماً ينثرون الحب والحنان حولهم .. كي يشعر الزوج بالرضا والزوجة بالأمان .. في مرحلة كبر السن او الشيخوخة ان كنت جداً او جدة يحتاج الأولاد والأحفاد لعناقكم .. كي يذكروكم بأن احتضانكم مازال مهماً .. مازال دافئاً .. ومازال صادقاً واصيلاً .. كي يذكرك الحفيد بأيامك الأولى في عمرك … وكي ترى ابن ابنك يكرر شقاوته التي عانيت منها سابقاً .. وكي ترين حفيدتك … تفسد احمر شفاه امها .. كما كانت تفعل ابنتك سابقاً ..

أرواحنا تجف سريعاً دون ارتواء يومي .. ليس هناك سن ولا جنس ولا مرحلة للعناق .. لا تربطوه بشيء .. اجعلوه عادة يومية افعلوها عندما تبكون وتفرحون … عندما تودعون وتستقبلون .. مع الكبار والصغار ..

لا شيء أنفس من الحياة، ولا خسارة أعظم من صرف الحياة في غير كسب حياة الأبد .. سقراط.

(أميرة العباس)

رد واحد على “لأي سن يستمر العناق ؟!”

  1. يقول 4bst:

    مقال رائع لكن اخر جملة لم تعجبني لان هناك ماهو أنفس من الحياة وهي الجنة في الآخره إن شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *