الدهس قبل وبعد
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
اكتشفت إدارة المرور أن هناك بشراً في المدينة، فطالبتهم بالتعرف على طفلة دهست والدتها في الطريق، ونقلت في وضع حرج إلى المستشفى.
والدهس من الحوادث التي لا يسلط عليها الضوء كثيراً ولا نعلم بدقة إحصاء عنها، لكنها تبرز أكثر في مواقع تحتاج إلى جسور مشاة، وخصوصاً على الطرق السريعة، الواقع أن معظم طرقنا أصبحت سريعة قسراً، مع لهاث سائقين من كل الجنسيات.
ومن مواقع الدهس الأكثر احتمالاً الشوارع المحيطة بالمدارس، والذروة عند بواباتها مع الفوضى التي تصاحب الدخول والخروج صباحاً ومساء، وعلى رغم أن هذه «الفوضى» قديمة وفي ازدياد، لم تتحرك جهة واحدة لإيجاد حل يحفظ سلامة الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات، ترك الأمر لضمائر السائقين، وهم في الغالب لا يفرقون بين طريق سريع وأبواب مدارس تكتظ بأطفال ونساء!
ولأنه لا يتوقع أحداث تغيير من جهاز المرور، التفت إلى وزارة التربية والتعليم غير مرة بمقالات لعلها تقوم بهذا الدور، لكن لم أجد صدى لما طرحت.
يقال دائماً، إن الجهاز الحكومي بيروقراطي تحكمه أنظمة وقوانين أقرب إلى الجمود، لذا لجأت جهات حكومية إلى إنشاء شركات تابعة لها لتكون أكثر مرونة، لدى وزارة التربية «مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام» تمخض عن شركة قابضة رزقت هي الأخرى ثلاث شركات: تطوير القابضة، والشركات التابعة لها، لم نر لها أي تطوير. ذهبت إلى موقع واحدة من هذه الشركات، وخصوصاً بالمباني المدرسية، كنت آمل بأن أجد مشروعاً أو خططاً لتحسين بيئة السلامة في محيط المدارس،ووجدت أن الموقع أيضاً «تحت التطوير» العمال يشتغلون مع المقاولين حتى في العالم الافتراضي.. كل هذا لأجلكم.
عبدالعزيز السويد
نقلا عن “الحياة”