“حافظ” على الرقيب.. أو العكس

كنت أكره “الرقيب”، وأحتفي بكل ما يكتب في شتمه، وكنت أتهمه بأنه يخنق الإبداع، ويحرم الكاتب شيئا من الحرية.. لكن “تويتر” أعادني إلى الصواب، فانقلبت أحب “الرقيب” وأحترم عمله!

وأصبحت أحب “تويتر” لأنه يكشف عن حقيقة “الأشياء” ويظهر القدرات الحقيقية لكل “إنسان”.. “تويتر” مسرح لكنه للحقيقة وليس للتمثيل، يكشف لك عن مستوى ثقافة ولباقة الكاتب والأديب والمسؤول والسياسي، ويخبرك بضيق صدر ذاك “الكبير” المطالب بحرية الرأي، ويقنعك بأن ليس كل ما يكتب حقيقة، فـ”المكياج” يستخدم حتى في الكتابة، فبعض “المتزينين” يتقن وضع المساحيق والبعض يمل منها ويتعب فيظهر على حقيقته، و”تويتر” هو المسرح الذي يكشف عن الحقيقة.

لو كان في “تويتر” رقيب لكان “حافظا” لنا من “تخبيص” ذاك الكاتب والأكاديمي القدير والمسؤول الرياضي، الذي لم يخجل من اتهام 60 ألف مشجع بأنهم كانوا “الطاقة السلبية” التي تسببت بهزيمة المنتخب السعودي في نهائي كأس الخليج، مطالبا بعدم لعب مباريات المنتخب المهمة في الرياض!

ثم يأتي هذا الأكاديمي ليلطم ويصيح من سب الجمهور له في صفحته بـ”تويتر”.. يعني “حلال تشتمهم وحرام يردون عليك.. يا شيخ ما تستحي من طلابك”!

لو كان في “تويتر” رقيب لعاقب ذاك الصحفي والإعلامي الذي يعيد تغريدة “تثير الفتنة” دون أن يتثبت من صحتها، ثم يكتشف الجمهور أنها حيلة غبية وقع ضحيتها ذاك الإعلامي الرياضي، ليعود ويعتذر.. وكأن الاعتذار يجُبّ الفتنة.. إذا كان لديك مئات الآلاف من المتابعين فلماذا لا تحترم المهنية والمصداقية؟ تخيل لو وقع ما فعلت بحق ناديك من إحدى الصحف التي لا توزع نسخا بعدد متابعيك.. ماذا ستكون ردة فعلك؟ وهل يكفيك الاعتذار؟
“الرقيب” صاحب معروف على “البعض” لأنه منحهم قيمةً أكبر من حقيقتهم، حين منع بعض “تخبيصهم” وأظهرهم بأجمل صورة.. و”تويتر” صاحب معروف على الجمهور لأنه منحهم فرصة كشف عن حقيقة “البعض”.

لو كان الأمر بيدي لأجبرت كل النخب على دخول “تويتر” والمشاركة فيه، ليعرف الجمهور من يحترم، ويعرف من يجيد الرقص فقط؟

(بين قوسين)

إذا كنت تعتبر نفسك ناجحاً.. فـ”حافظ” على قيمتك باحترامك للناس وآرائهم، وإن كنت تعتقد حب الناس لك فـ”حافظ” على حبهم لك بقول الحق ولو على نفسك!

فواز عزيز

نقلا عن “الوطن”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *