العائدون إلى الإرهاب.. لماذا نلدغ من الجحر ذاته مرات؟
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لماذا لُدغنا من جحر الإرهاب ذاته أكثر من مرة؟
أطرح هذا السؤال الذي يحتاج – حقيقة – إلى دراسة شاملة وليس مجرد أجوبة متعجلة، وذلك بعد أن كشف إعلان وزارة الداخلية عن التفاصيل الكاملة لجريمة “الدالوة” الإرهابية عن مفاجأة تتمثل في أن اثنين من المشاركين الأربعة في ارتكاب الجريمة أحدهما عائد من العراق وهو مروان الظفر، الذي كان قد ظهر في برنامج “الثامنة” مع داود الشريان ليعلن توبته وندمه ويروي معاناته مع الاعتقال في السجون العراقية وهو ابن الـ19 ربيعا، مما أثار تعاطفا واسعا معه وقتها، أما الآخر ويدعى طارق مساعد الميموني، فهو أحد العائدين من سورية، فضلا عن أن الاثنين الآخرين: عبدالله بن سعيد آل سرحان، وخالد بن زويد العنزي، سبق أن أوقفا في قضايا الفئة الضالة، كما خضع بعض المتورطين لبرنامج المناصحة في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية.
لماذا – إذًا – يعود بعض الإرهابيين العائدين من مناطق الفتن والصراعات وكذا بعض من أنهوا برامج المناصحة إلى ارتكاب الجرائم الإرهابية؟، وهل هذا يعني أن برنامج المناصحة به قصور؟ وهل توجد “خلايا نائمة” أخرى تتدثر وتتظاهر بالاستجابة للمناصحة لكنها تضمر الشر لهذا الوطن وتمثل “قنابل موقوتة” تهدد أمن واستقرار المواطنين؟
الأسئلة السابقة حاول المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي مقاربة بعضها، إذ أكد أن عدد المنتكسين والعائدين إلى الجماعات الإرهابية والفكر الضال، بعد خضوعهم لـ”المناصحة” في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، لا يتجاوز 12%، مؤكدا أنهم يعملون على معرفة أسباب انتكاستهم وعودتهم إلى التطرف.
والحقيقة أن حديث اللواء التركي بقدر ما يحمل الطمأنينة، فإنه يحمل في طياته بواعث القلق والخوف، فلا شك أن حجم الإنجاز الذي يحققه برنامج المناصحة كبير بدليل حرص الكثير من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة على الاستفادة من التجربة السعودية، لكن انتكاسة 12% ممن تمت مناصحتهم نسبة كبيرة، فإذا كان بعضهم يتم القبض عليه والبعض الآخر تلاحقه الجهات الأمنية، فإن هناك من يتظاهر باندماجه مجددا في المجتمع، فيما يضمر الغل والحقد والكراهية والإرهاب لهذا الوطن، ويتواصل مع الجماعات والتنظيمات الإرهابية لتنفيذ جرائم إرهابية والدليل حادثة الأحساء.
وبناء عليه فمن الضروري التعجيل بدراسة أسباب انتكاسة بعض المناصحين وعودتهم إلى الإرهاب، والتوصل إلى نتائج سريعة لتطوير برنامج المناصحة، فضلا عن تطوير الاستراتيجية الأمنية في التصدي للإرهاب، وهنا أستعين ببعض المقترحات التي ساقتها دراسة أعدها مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، وتتمثل في نقطتين أساسيتين وهما:
– التوسع في قائمة المستهدفين بالخروج إلى الشباب في مختلف الأماكن العامة لتوسيع دائرة عمل لجنة المناصحة خارج نطاق السجون، لتحصين ورعاية الشباب في الأماكن العامة، والأوساط الاجتماعية.
– إحلال العنصر النسائي في لجنة المناصحة للدور الكبير الذي من الممكن أن تقوم به المرأة بعد اطلاع لجنة المناصحة على حقيقة تبني عدد من النساء لهذا الفكر، وبالأخص من ذوي أقارب المعتقلين والمطلوبين.
طارق إبراهيم
نقلا عن “الوطن”