“أحمد العجمي” يغني لـ”محمد عبده”!!

نعتب على أساتذتنا وزملائنا الذين تطرقوا لقضية (خطيب العالمية صعبة قوية)، لإغفالهم اسم الخطيب، وهو الأستاذ/ »لطفي بصيل« (مع التذكير برفضنا القاطع إطلاق لقب »شيخ« مجاناً؛ فلا شيخ للإسلام بعد نبي »العدل والرحمة« صلى الله عليه وسلم)!

تقتضي الأمانة العلمية أن يذكر الكاتب »المحترف« اسم البطل، ليس لأنه حقٌّ أدبي بدهي له؛ بل توثيقاً للواقعة، حين يعود إليها أبناؤنا لتأريخ حركة التجديد في الخطاب الوعظي الديني، تحت سؤال: من أول من حاول الخروج من عباءة »النسق«؟ هل هو نجم نجوم »تويتر«/ »عادل الكلباني«؟ أم نجم »فضائته« الخاصة/ »راشد العفاسي«؟ لقد سبقهما »مأذون الحب الشرعي« الدكتور/ »علي الرباعي« بعشر سنواتٍ على الأقل، حين أثنى على الفنان/ »محمد عبده« في منبر الجمعة في »الباحة«! ولكن أول من حاول الخروج عن كليشات (الدُّرَر اللوامع) هو (فيما نعلم) القارئ/ »أحمد العجمي«، صاحب الجماهيرية العريضة، لاسيما من النساء؛ حيث كان المرور يضطر لإغلاق كورنيش »الخبر« خلال صلاة التراويح لشدة الزحام!

وفي عام (1994م)، في أوج رواج »الشريط الإسلامي«، أصدر »أحمد العجمي« شريط كاسيت، مصرَّحاً من الإعلام، هو عبارة عن »ألبوم« غنائي حقيقي، يغني فيه سامريات »محمد عبده«، بلا موسيقى، ولا دفوف، ولا حتى آهاتٍ عبيطة، سابقاً موضة (الشيلات) الحالية بـ(20) عاماً!!

ويتجلى إبداع (الفنان) في تحويره كلمات تلك السامريات؛ لتوافق توجهه الوعظي الجميل، فيجعلها مثلاً: »ليتك معي (ساجدٍ) ليل (الهُدى) كله/ ما نُوم أنا وأنت لاجل (الفجر) سهرانِ«!!

وقد حقق »الألبوم« نجاحاً منقطع النظير عند شريحة «الشباب»، ليواجه القارئ المحبوب حرباً شعواء، من حملة الفكر »الداعشي« الذي لا يكتفي بتحريم (زينة الله)، بل وكل ما (قد) يخدش هيبة الخليفة (أبو الساعة اللماعة)!

وهو ما (ربما وربما فقط) ينتظر الأستاذ/ »لطفي بصيل«، ولذلك نقترح عليه أن يستهل خطبة اليوم بعبارة: (تحيا العدالة يا حكم)! بعد أن يستمع (بينه وبين نفسه) للزميل/ »إسماعيل ياسين« (جعل »بُقُّهْ« الكبير للجنة) في مونولوج: »إيه حيهمِّك؟ مِ اللي يسمَّك، واللي يغمَّك، واللي يبعتَرْ فيك ويلمَّك؟ خلِّيك راجل.. أوعى يهمَّك«!!

محمد السحيمي

نقلا عن “مكة”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *