(إلهاء) الشورى بالماضي عن المستقبل: كلنا – بفضل الله – عقلاء!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لا أعرف ما هي الفائدة المنتظرة التي يسعى (مجلس الشورى) إلى تحقيقها من وراء مناقشة التقارير السنوية الماضية للوزارات والمصالح الحكومية، ثم لا أدري كيف يتم تقديم هذه التقارير للمجلس قبل نهاية العام المالي، الواضح أن هذه التقارير هي للعام المالي الماضي أي 2013، لأن العام المالي الجديد 2014 لم ينته حتى الآن، فنحن ما زلنا في بداية الشهر الـ11 منه، وبقي نحو سبعة أسابيع لصدور ميزانية 2015، لكن التقارير القديمة تقدم تحت تواريخ مظللة، كان استخدامها مبررا عندما كانت الميزانية تصدر في غرة شهر رجب دائما، وكان يصح أن نقول تقرير عام 1435/1434، أما الآن وقد أصبحت الميزانية في مطلع يناير فما تبرير ذلك التاريخ المشترك بين عامين! ومن هنا أكاد أجزم أن التقارير التي يضيع الشورى وقته في مناقشتها هي لعام 2013، وبالتالي يحق لنا أن نتساءل عن الفائدة من مناقشتها، وما فائدة التوصيات التي تتخذ بشأنها؟
ولا أدري هل هذه الأسئلة وغيرها حول هذه التقارير البايتة الميتة قد دارت في أذهان الأعضاء والعضوات الكرام؟ فيطالبون بعدم تضييع أوقاتهم فيما لا طائل من ورائه. أليس المفروض ونحن في مرحلة الإعداد والاستعداد للميزانية الجديدة 2015، أن يبدأ المجلس في استدعاء وزراء الوزارات الخدمية تباعا، ليقدم كل منهم تقريرا عما أنجزته وزارته في العام الحالي الذي لم ينته بعد، وتقريرا مماثلا عن خطة وزارته للعام القادم الذي سيبدأ بعد شهر ونصف تقريبا؟
وهنا تجري مناقشة التقريرين بحضوره، مع (التصفيق) له عما تم إنجازه، ومساءلته ومحاسبته عما تعثر أو تأخر، ومن ثم تعديل أو مباركة خطة العام القادم، أليس هذا هو الأهم والأولى يا أعضاء وعضوات الشورى؟ ألا تشعرون أن هذا هو الواجب الذي يجب أن تقومون به؟ ثم ألا تحسون أن تلك التقارير الميتة البايتة التي تستفز أعصابكم وتستهلك وقتكم بدون أدنى فائدة، فيها قدر من الاستخفاف بدوركم؟ هل تظنون – مثلا – أن وزيرا من الوزراء سيتوقف لحظة واحدة عند ملاحظاتكم وصراخكم حول تقرير أعدته وزارته قبل عشرة أشهر وأرسلته لتتسلوا فيه اليوم، وقد نسيه وانشغل بالإعداد لميزانية العام القادم، التي لن تروا تقريره عنها إلا بعد سنتين، وأنتم بخير إن شاء الله؟ إنهم أيها الأعضاء والعضوات الكرام يشغلونكم بمناقشة الماضي السحيق، ويلهونكم عن دوركم في التفكير ومناقشة المستقبل، ولا أدري لماذا أنتم راضون ومستكينون، بل وتتحمسون للنقاش و(التصفيق لبعضكم بعضا، بعد أن فتح الله عليكم وأبحتم هذا التصفيق تحت القبة)، لماض انقضى ولن يستفيد أحد من وقوفكم هذا عنده.
أعرف – يا رعاكم الله – أنكم قد تقولون إن استدعاء الوزراء بهذه الطريقة التي نطالب بها ليست من صلاحيات المجلس، إذ كيف تكون من صلاحياته وهو غير متاح له مناقشة الميزانية قبل صدورها أصلا، وهنا سأقول: معكم حق، ولكن طالما الأمر كذلك، فشكلوا لجنة مهمتها الرد على هذه التقارير الميتة البايتة بثلاث جمل فقط مضمونها (اطلعنا على تقريركم القديم، وإننا إذ نشكركم، فإن المجلس يرى أن – مطاردة الفائت نقصان في العقل – وأنتم ونحن بفضل الله عقلاء) والسلام.
قينان الغامدي
نقلا عن :مكة”