نجح الوطن وسقطت الفتنة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
العزاء لذوي الشهداء في العملية الإرهابية في الأحساء والرحمة على القتلى. فرغم الأسى والحزن الذي جثا على صدر أهل الأحساء إلا أن حالة الغضب والرفض لما جرى تجاوزت محافظة الأحساء وعمت كل محافظات الوطن، وكانت ردة فعل هيئة كبار العلماء، والمواطنين بكل أطيافهم سنة وشيعة مثقفين وعوام بمثابة إعلان صارخ عن إفشال المخطط الذي هدف منفذو جريمة القتل إلى تحقيقه، عبر إحداث فتنة طائقية، ليختلط الحابل بالنابل ولتكون ساحة بلادنا مشابهة لما يحدث في الكثير من الدول المجاورة التي نجح الأعداء في إشعال الطائفية البغيضة فيها حيث القتل المتبادل، وفوضى عارمة بات من الصعب السيطرة عليها.
بل أقول إنه كثيرا ما سمعنا بعد (الخريف العربي) وتداعياته من يهددنا بمواجهة قادمة لا مفر منها بين أبناء الوطن سنة وشيعة استنادا إلى ما يحيط بنا وما يحدث بالقرب من حدودنا وما تصنعه وسائل إعلام أعدائنا، لكن حادثة الأحساء على بغضها ودناءتها وتوقيتها حققت ما لم يكن في حسبان منفذي العملية ومن يقفون وراءها ومن خططوا لها، حيث وحدت المواقف وعززت الوحدة الوطنية وأزالت الكثير من الاحتقان، كانت ردود فعل الشارع السعودي بكل أطيافه رائعة، وكان موقف علماء المملكة سنة وشيعة واضحا وسليما وقاطعا، فالكل أدان هذا العمل الإجرامي البغيض، والكل اتفق على أن الهدف من العملية واضح ومكشوف، والكل أعلن أن وحدة الوطن وأمنه لا جدال فيهما، وأن مثل هذه التصرفات لن تزيدنا إلا وحدة وتضامنا وتكاتفا.
سعدت جدا وأنا أطالع عبر القنوات التلفزيونية والصحف المحلية أبناء الوطن بكل أطيافه ومواقعه الجغرافية وأعماره وأجناسه وهم يؤكدون رفضهم لكل هذه الأعمال بغض النظر عمن تستهدف، وأعجبت أكثر بوعي المواطنين بأهداف هذه العملية ومن يقف وراءها، وفي ظني هذه أكبر ضربة لأعداء الدين والوطن.
بقي أن أقول إنه سبق لي أن طالبت الدولة بسن قوانين تجرم وتحاكم كل فعل أو قول يؤدي إلى العبث بالوحدة الوطنية، وأجدها الآن فرصة لتكرار الطلب خاصة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به الأمة العربية والذي حتما تطالنا بشكل أو آخر تداعياته.
طارق إبراهيم
نقلا عن “الوطن”