غموض منتجات الإسكان وأعدادها ماذا يخبئ؟: الحملة الترويجية خسارة!!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
نتمنى بإخلاص أن تنجح وزارة الإسكان في إيصال منتجاتها إلى مستحقيها – فعلا – وبأسرع وقت ممكن، المنتج الذي أعلنت الوزارة عنه تضمن 306 آلاف منتج موزعة على فروع ثلاثة، هي: أرض وقرض 252 ألفا، وحدات سكنية 12.5 ألف وحدة، قرض بالشراكة مع مطورين لشراء شقة 42 ألفا.
ومن موقع الوزارة على النت، تقول: بالإضافة إلى 200 ألف قرض في كل المحافظات للشراء أو البناء سيتم صرفها على دفعات، وكل هذه أمور مفرحة للناس المنتظرين للسكن، ولكنها فرحة لم تكتمل لأن الوزارة قدمت بشرى ناقصة، ويمكن أن نقول إنها رموز أو إشارات لأمر قد يحمل بشائر ترغب الوزارة في تقسيطها لتحتفظ بشغف الناس لأخبارها، أو أن هذا الأمر يخفي مفاجآت غير سارة رأت الوزارة أن تتركها إلى حين التنفيذ الفعلي حتى لا تصدم الناس من الآن وتجعلهم يسحبون طلباتهم، ويطلبون العوض من الله.
الغموض الذي يحيط إعلان الوزارة يثير مخاوف وأسئلة، ومن هذه الأسئلة ما يلي:
أولا: كم قيمة القرض، هل هو نصف مليون كحال الصندوق العقاري، وإذا افترضنا أنه كذلك فهذا يولد عدة أسئلة:
1 – الذي طلب أرضا وقرضا، كيف ستحسب عليه قيمة الأرض، وكم قيمة القرض الذي سيتسلمه، هل قيمة الأرض ستحسم من القرض، أم ستعطيه الوزارة الأرض المطورة مجانا، خاصة أنها كما أعلنت منحة، وإذا كانت مجانا فكم قيمة قرض هذه الفئة، ثم أين تقع هذه المخططات المطورة، لأن الوزارة لم تحدد مواقعها، والناس لا يرون شيئا منها على الطبيعة؟
2 – أين تقع عمائر المطورين الذين سيحال الراغبون في الشقق إليهم، فلا شيء موجود على الطبيعة، وهل تتساوى قروض الراغبين في شقق، مع الذين سيحصلون على أراض مجانية وقرض، ثم ما هو مقياس المستحقين لأرض وقرض، والمستحقين لشقق مع المطورين الذين ما زالوا هم، ومخططات الأراضي المطورة في علم الغيب؟ وكيف يتساوى أصحاب هذين القسمين مع إخوانهم الذين سيحصلون على فلل (وحدات سكنية)، أم أن هناك تباينا، وما هو المعيار؟
ثانيا: أعلنت الوزارة عن 12.5 ألف وحدة سكنية، ومنذ سنة وهي تعلن على موقعها أن لديها 179093 وحدة سكنية داخل 152 مشروعا في مناطق المملكة، منها 62 مشروعا (73847 وحدة) تحت التنفيذ منذ عامين، و29 مشروعا (34762 وحدة) تحت الطرح، فهل طرحت أم ما زالت تحت الطرح من ذاك الزمان؟ و61 مشروعا (70484 وحدة) تحت التصميم، يعني عند المهندسين، فهل انتهى المهندسون أم ما زالوا في مرحلة التأمل؟ الخلاصة أن الوزارة أعلنت عن 12.5 ألفا فقط، فهل هذا يعني أن هذا هو الجاهز للسكن الآن، أم ماذا؟ أين بقية الـ180 ألف وحدة، لماذا لا توزع من الآن وسينتظر من يستحقها سنتين أو ثلاثا لتنفيذها، المهم يضمنها؟
ثالثا: بماذا تختلف الـ200 ألف قرض التي قالت الوزارة إنها ستوزعها على دفعات، بماذا تختلف عن قسمي (أرض وقرض، وقرض للشقة) أم أنها لمن يملكون أراضي، أم ماذا؟
هذه الأسئلة وغيرها مما قد يكون فاتني لأنني لست مستفيدا، تحتاج لإيضاحات مفصلة من الوزارة، والمفروض أنها إيضاحات رافقت الخبر الذي نشرته الصحف، والذي غابت منه معلومة الـ200 ألف قرض التي وجدتها على موقع الوزارة فقط، ومعنى هذا أن منتجات الوزارة 506 آلاف، وليس كما نشرت الصحف أنها 306 آلاف فقط، ولماذا الوزارة أخفت القروض القادمة على دفعات؟
بقي أن أرجو الوزارة إيقاف حملتها الإعلانية فهي مكلفة، وربما كلفتها تكفي لإقراض أكثر من مائة مواطن، ثم أنها ليست بحاجة للإعلانات، يكفي أن تعمل وتتجاوب مع الإعلام، وتحدث موقعها أولا بأول، والناس سيلاحقونها، فهي لا تروج لمنتج تجاري مكدس في مخازنها، وإنما لخدمة الناس ينتظرونها، ويكفي أن تفي بوعودها، وتوضح ملابسات وغموض منتجاتها!!.
قينان الغامدي
نقلا عن “مكة”