الرفق بالحيوان و “ذبح الإنسان”

محمد البكر

ربما تتذكرون قصة الطفلة يرحمها الله والتي افترستها الكلاب قبل سنوات بالقرب من بوابة إحدى الاستراحات في الرياض في غفلة من أهلها . كتبت بعدها مقالة عن الحادثة وطالبت باتخاذ خطوات عاجلة لمكافحة الكلاب الضالة . وما أن نشرت تلك المقالة حتى وصلتني ردود عنيفة من المدافعين عن الكلاب- أعزكم الله- مما أزعجني؛ لأن من غير المنطقي الدفاع عن حيوانات افترست طفلة ونهشت لحمها.

قبل يومين انتشر مقطع لسيدة أوروبية وهي تهرول نحو شاب مصري كان يضرب “حماره”- أعزكم الله- بلا رحمة واشتبكت معه . إلى هنا والأمر بالنسبة لي عادي ، بل وأؤيد ما قامت به تلك السيدة؛ لأن ديننا الحنيف يحثنا على الرفق بالحيوان . لكن غير العادي هو مبالغة البعض ممن علقوا على الحادثة مانحين المرأة الأوروبية مقاماً عالياً، بينما وصفوا الشاب العربي وكل العرب بعدم الإنسانية .

في العواصم الغربية يمكنك مشاهدة اعتداءات أشخاص على شخص مغلوب على أمره أمام الجميع وفي عز الظهر والدم يغطي وجهه أو جسمه ، دون أن يحرك المارة ساكنا ، وكأنهم لا يرون شيئا . الإنسان الغربي يمر بشوارع ينام فيها المشردون ممن لا بيوت لديهم على الأرصفة وفوق قطعة كرتون في عز البرد دون أن يرف له جفن . بينما يتوقف عند ” قطة ” شوارع لم تجد ما تأكله ، أو يدافع عن ” كلب ” أجرب قد يؤذي المارة . هذا هو الذي يقال عنه ” كلمة حق أريد بها باطلا ” .فكم مات من أطفال أبرياء جراء حروب يفتعلونها ، وكم إنسان أستشهد بسلاحهم وعتادهم ، بينما هم يتفرجون على ذلك عبر نشرات الأخبار كما لو كانوا يتفرجون على أفلام من هوليود .

ما قصدته هو أن من يريد تناول تلك القصة أو ما شابهها ، عليه أن يكون منطقياً متجرداً من عاطفته ” اللحظية ” . وألا يقسوا على مجتمعه ويصفهم بالهمجية واللاإنسانية بسبب هرولة تلك السيدة . ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *