“الخُبر” وورطة بلديتها

محمد البكر

الجهود الكبيرة التي نلمسها من بلدية الخبر ، تجعلنا نشعر وكأن لديها فائض في ميزانيتها . بينما الحقيقة أن الميزانية المخصصة لها في السنوات الماضية بالكاد تفي بتنفيذ بعض المشاريع الخدمية . قد تكون هذه ورطة يواجهها مسؤولو البلدية؛ كون طموحات واحتياجات أهل المدينة أكبر بكثير من إمكاناتها وفق الميزانية التي تخصصها الأمانة لها.

كتبت مقالاً قبل عام 2011 عما تعانيه الخبر من ضعف في الميزانية ، وحينها كانت نسبة ميزانيتها من ميزانية الأمانة في حدود %18 فقط . ثم غردت عام 2019 مذكراً بأن الوضع لم يتغير . وعندما بحثت عن ميزانية بلدية الخبر في السنوات الأخيرة بما فيها هذه السنة ، تفاجأت أنها في حدود %20 فقط . تصوروا مدينة كان عدد أحيائها 5 أحياء ، ثم توسعت حتى أصبحت 40 حيا ، وتضاعف عدد سكانها ربما للضعف ، بينما ميزانيتها لم تصل حتى لربع ميزانية الأمانة . مع التذكير بأن ميزانيات بلديات القطيف والجبيل ورأس تنوره وحفر الباطن ذات ميزانيات مستقلة لا تدخل في ميزانية أمانة الشرقية .

قبل عامين صدر قرار مقام مجلس الوزراء لتطبيق التنظيم الإداري لمحافظات جده والطائف والأحساء ، على محافظات عدة من بينها محافظة الخبر . ومع ذلك القرار الكريم ، توقع الجميع بأن تشهد مدينة الخبر مخصصات أكبر مما هي عليه نظراً لاعتبارات كثيرة ، إلا أن توقعاتهم ذهبت أدراج الرياح .

معالي الأمين المهندس فهد الجبير يتفهم أهمية هذه المدينة ، ونثق بأنه حريص على تطويرها ودعم بلديتها ، خاصة وهو أول من يقدر جهود فريق العمل من مهندسين وفنيين وإداريين . كما يدرك معاليه بأن مدينة الخبر ستستضيف بعد أقل من عامين إحدى مجموعات كأس آسيا التي تستضيفها المملكة ، مما يتطلب مزيداً من الإمكانات والمشاريع التي تحتاجها المدينة . فالمشاريع التي أشار إليها معاليه في لقاءه الأخير ووصفها بالكبيرة ، هي مشاريع القطاع الخاص من المستثمرين ، وينتظر الجميع مشاريع داعمة لمشاريع القطاع الخاص التي أشرت إليها كما أشار لها معاليه ، وهذا لن يتحقق في ظل تلك الميزانيات المتواضعة. ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *