أيها المعلمون والمعلمات

محمد البكر

غداً تعود الحياة بإذن الله لمجراها الطبيعي وقد انطوت معها صفحة العيد . لكن هناك مواقف لا تزال حاضرة والتي وإن بدت طبيعية للبعض ، فإنها قد تكون مؤلمة للبعض الآخر . من بين تلك المظاهر تصوير ونشر توزيع العيديات على الأطفال والتباهي بها . توزيع العيديات بالنسبة لي تعتبر من أجمل العادات التي نحرص عليها كل عام وينتظرها الأطفال بكل شوق كونها سنة حميدة لزرع الفرحة في نفوس أطفالنا . لكنها عند البعض قد تكون سنة مؤلمة لأطفال آخرين من الأيتام أو الفقراء أو ممن يعيشون في الغربة بعيداً عن بلدانهم وبقية أسرهم وأصدقاءهم، خاصة عندما يتم تصويرها ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي . فنحن لا نعيش في جزيرة مهجورة ، بل في مجتمع متقارب بفضل وسائل التواصل الاجتماعي كما لو كنا نعيش في منزل واحد ، نؤثر ونتأثر بمن هم حولنا .

ظاهرة أخرى تتكرر كل عام مع عودة الطلاب لمقاعد الدراسة . حيث تعوّد المدرسون والمدرسات على سؤال طلابهم كيف قضوا إجازتهم وأين ذهبوا في العيد. البعض يرى أنه سؤال عادي وبسيط . لكنهم يتناسون ما يسببه ذلك السؤال من إحراج للكثير من الطلاب والطالبات الذين لا تسمح ظروف عائلاتهم بالسفر أو حتى زيارة أماكن الترفيه . لكم أن تتصوروا كيف سيكون حالهم أمام مباهاة وتفاخر أقرانهم من الطلاب المقتدرين . وقد سمعت بأن أبنة أحد الأشخاص طلبت من والدها عدم الذهاب للمدرسة في اليوم الأول تحاشياً لذلك السؤال .

دور المعلم ليس فقط في نقل المعرفة لطلابه ، بل في مراعاة مشاعرهم ، وخلق بيئة يشعر فيها جميع الطلاب بالمساواة والاحترام . فالعطاء الصادق هو في صنع الفرح والمرح للجميع دون تمييز .
ليت كل معلم أو معلمة في جميع إدارات المدارس عدم التطرق لهذا السؤال المحرج لبعض طلابهم ، والبحث عن طريقة تنشيطية بديلة لليوم الأول للعودة للمدارس . ولكم تحياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *