أثاث .. من بيت إلى بيت

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كنت في زيارة لصديق في منزله . أعجبني طقم الجلوس وسفرة الطعام. وترددت في سؤاله عن المكان الذي اشترى منه هذا الأثاث وبكم اشتراه خاصة وأنه من ماركات شهيرة ومن محلات كبيرة ومعروفة . ويبدو أنه لاحظ ذلك فلم ينتظر سؤالي . قال لي إنه اشتراه بسعر مخفض جداً من معرض يتبع مشروع جديد لجمعية تعاونية غير ربحية اسمها “الجمعية التعاونية أثاث”، والتي تعتبر أول جمعية متخصصة في حفظ الأثاث .
تعتمد هذه الجمعية على ما تقدمه لها المتاجر المتخصصة في بيع المفروشات الراقية مجاناً كدعم لهذه الجمعية وعلى محلات بيع الأثاث والمفروشات الشهيرة ، وتقوم هذه الجمعية بعرضه للبيع بأسعار مخفضة جداً مساهمة منها في تحقيق هدفين . الأول: حفظ الأثاث وهو لا يقل عن حفظ النعمة . والثاني: إتاحة الفرصة للطبقة المتوسطة للحصول على أثاث من ماركات شهيرة بأسعار مناسبة جدا كما فعل صاحب هذه القصة.
جانب آخر تعتبره الجمعية لا يقل أهمية عن الجانب السابق . وهو التعاون مع المواطنين ممن لديهم أثاث يزيد عن حاجتهم ويريدون التصدق به للأسر التي هي بحاجة إليه . وهنا أيضاً ندخل على خطين . الأول: أن يكون الأثاث صالحاً وجاهزاً للنقل لمنزل المستفيد الجديد المسجل لدى هذه الجمعية وهو ما يعرف من “بيت إلى بيت” . أما الثاني فهو الأثاث الذي يحتاج إلى إعادة تجهيز إما بإعادة الدهان أو الإصلاح عبر النجارة أو التنجيد للذي يحتاج إلى تنجيد؛ حيث يتم إدخال الأثاث لورش معدة ومجهزة تتبع لهذه الجمعية ، يعمل فيها عدد من الشباب السعودي بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني ، مما يوفر فرص عمل في المهن الإدارية والفنية والتسويقية والنجارة والتنجيد . ما شاء الله فما تحققه هذه المبادرة أكبر مما توقعت.
وقد أعجبتني هذه المبادرة بما تحمله من أهداف نبيلة لحفظ الأثاث وتعزيز الوعي المجتمعي لبناء بيئة تعاونية تساهم في تغيير مسار التعامل مع الأثاث إلى نظام مستدام . فلعل هذه المبادرة تعجبكم أيضا . ولكم تحياتي