الخليج والجمرة الخبيثة

محمد البكر

عندما يكون المواطن الخليجي خارج دول الخليج ، يشعر بأن هناك ست سفارات يمكن أن يلجأ إليها لو تعرض لأي أذى . هذا الشعور الطبيعي الذي نشعر به كمواطنين خليجيين . صحيح أن كل سفارة من سفارات دول مجلس التعاون لا تقصر مع مواطنيها في الخارج ، إلا أن المواطن الخليجي يشعر بالإطمئنان بوجود أكثر من بيت يمكنه طلب المساعدة منه . هكذا تعلمنا بأن خليحنا واحد وشعبنا واحد ومصيرنا واحد . تجمعنا العادات والتقاليد والشهامة والتداخل الأسري والمجتمعي في الماضي والحاضر . هذا ما يثير الحساد والحاقدين ممن لا يعجبهم هذا التلاحم والتقارب والمحبة التي تجمعنا . فتنشط شياطينهم في وسائل التواصل الاجتماعي للإيقاع فيما بيننا كمواطنين خليجيين ، مستقلين أجمل خصلة فينا وهي محبة أوطاننا وتقديرنا وتمسكنا بقياداتنا وغيرتنا عليهم .
هذه الخصلة بلا شك هي خصلة حميدة فمن منا لا يغار على وطنه ومجتمعه وقيادته . لكنها وإن كانت حميدة ، إلا أنها نقطة ضعف يستقلها أولئك الحساد الحاقدون لدق أسفين بين شعوبنا الخليجية .

يكفي تغريدة واحدة بمعرف إماراتي يسيء فيها للمملكة أو لأي دولة خليجية أخرى ، أو تغريدة من معرف يدعي أنه سعودي يشتم الأمارات أو أي دولة خليجية ، لتجر معها مئات إن لم يكن الآلاف من المغردين المخدوعين . هذا يشتم ويبحث عن أي سلبية في ذلك البلد ، وذاك يرد عليه بأسوأ كلام . يحدث ذلك ليس لأن الخليجيين ” سُذج ” ، بل لأن غيرتهم على بلدانهم وقياداتهم وأهلهم خطوط حمراء متأصلة في نفوسهم لا يمكن تجاوزها .

في الأسابيع الماضية ، أثارت بعض التغريدات من حسابات بمعرفات تدعي أنها خليجية وما هي بخليجية ، أثارت الكثير من الإساءات المتبادلة بين بعض دول مجلس التعاون رغم كل التحذيرات التي تصدر من حسابات موثقة ومن مسؤولين في دولنا الخليجية من تلك الحسابات المشبوهة .

لعل هذا المقال وغيره من المقالات تنبه المغردين ، وخاصة من فئة الشباب المتحمسين ، بخطورة ما يحاول أولئك الحاقدون لزرع الفتنة بين شعوبنا ولكم تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *