غياب مدرسي جماعي

محمد البكر

بدايةً؛ لا بد من اعتراف وزارة التربية والتعليم والأسر وكل من له علاقة بالمنظومة التعليمية ، بأن لدينا “مشكلة” اسمها غياب الطلاب في شهر رمضان . ومن ثم تقبّل الوزارة لفكرة إشراك جميع من له علاقة بمشكلة الغيابات الجماعية . لأن أي عمل تقوم به الوزارة لن ينجح إذا لم يكن بمشاركة الآباء والأمهات والطلاب والمشرفين التربويين ، باعتبارهم الأطراف المعنيين بأي دراسة . حتى لو كانت مشاركتهم من خلال استبيانات يتم توزيعها عليهم . فالعلاقة ما بين كل تلك الأطراف هي علاقة تكاملية وتعاون وليس تحد بين الوزارة وبينهم .

أجزم بأن زمن الإملاء من الوزارة والجامعات والمدارس دون مراعاة شركاء العملية التعليمية قد ولى . وعبارة “على الطالب أن ..” لم تعد مقبولة يصيغتها المتجردة . وأذكر أني كتبت مقالاً عندما كنت في المرحلة الجامعية عنوانه “إلى متى” . وفحواه إلى متى والأوامر تصدر بصيغة “على الطالب”. فمنذ التحاقه بالمدرسة في سن السابعة وحتى تخرجه في الجامعة في العشرين من عمره وهو لا يقرأ في لوحة الإرشادات إلا كلمة “على الطالب” . وكأن عبارة “للطالب الحق” عبارة يحرم تداولها .

لقد أولت حكومتنا الرشيدة، وعبر رؤيتها المباركة 2030 ، جلّ اهتمامها بالعملية التعليمية . وخصصت ميزانيات ضخمة لدعمها؛ لأنها تؤمن بأن إعداد الطلاب للحياة العملية وللإبداع وتحقيق المنجزات الوطنية يتطلب بيئة مناسبة يمكن للطالب أن يبدع فيها .
وحتى لا يحصر البعض مشكلة الغيابات في مدارسنا ، أقول له إننا لسنا الوحيدون في ذلك ، بل أن هناك الكثير من الدول العربية تعاني من نفس المشكلة . هذا ليس تبريراً لما تتعرض له منظومتنا التعليمية .

دعوتي لمعالي الوزير، صاحب البصمة الناجحة في كل مسيرته العملية ، أن يوجه بتشكيل لجان تضم كل الفئات التي ذكرتها دون استثناء ، من باب التكامل بين الوزارة وبقية الأطراف . فمع تقديرنا لكوادر الوزارة ومسؤوليها ، إلا أن مثل هذه القرارات تتطلب الاستماع لبقية الآراء والمقترحات حتى لو تجاوزت قضية الغيابات الرمضانية . ولكم تحياتي

رد واحد على “غياب مدرسي جماعي”

  1. يقول Abdullah Al-Shammari:

    تقطيع أوصال العام الدراسي بإجازات وعطل قصيرة ربما هو الذي أسهم في إغراء أعداد من الطلاب والطالبات على الغياب، وكذلك أوجد تساهلًا من بعض الأسر والمدارس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *