يا “بو عينين”!

حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بعضنا لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب كما يقول المثل الشعبي . يبحث عن السلبيات فيضخمها ، ويتجاهل الإيجابيات وكأنه لا يراها . لا يختلف الأمر إن كان متعلقاً بخدمات حكومية كالبلديات والجوزات والمرور والتجارة والصحة أو غيرها من الجهات الخدمية ، أم كان يناقش قضية مع أصدقاءه في الديوانية أو المكتب أو المقهى . هذه النوعية من البشر يتعبون أنفسهم كونهم لا يرون إلا الأشياء السيئة ، كما يتعبون غيرهم بغرس الإحباط في نفوسهم .
أمامي ثلاثة محاور لا يخلو مجلس دون مناقشتها أو تباين الآراء حولها . الأول: ما يتعلق بهدر الطعام ، والثاني: مخلفات زوار الأماكن العامة كالحدائق والشواطئ وأماكن الترفيه ، والثالث: استعمال منبهات السيارات عند إشارات المرور .
قبل عامين أو ثلاثة ، كان غالبية الناس متفقين على رأي واحد حول تلك المحاور . فصناديق القمامة- أعزكم الله- كانت تغص بفوائض الطعام خاصة في شهر رمضان المبارك . أما مخلفات زوار الأماكن العامة كالحدائق والشواطئ ومواقع النزهة ، فقد كانت مصدراً للتلوث البيئي والبصري ، وسبباً لزيادة أعداد القوارض وتشويه لتلك الأماكن . أما استعمال المنبهات عند إشارات المرور ، فقد كانت ظاهرة مزعجة للجميع . لقد كنا جميعاً متفقين على ذلك .
ومع أن بعض الأسر لا تزال تهدر الطعام ، وبعض مرتادي الشواطئ لا يهتمون برمي مخلفاتهم في صناديق القمامة ، وأصوات منبهات السيارات لم تختف ، إلا أنه لا يمكن مقارنة ذلك مع ما كان عليه الأمر قبل سنوات . لقد انخفضت كميات الطعام المهدر ، وزاد وعي الناس في ضرورة رفع مخلفاتهم من الأماكن العامة وتقلص عدد من يستخدم المنبهات عند الإشارات . وهذه كلها صور إيجابية علينا أن نركز عليها ونشجع البقية للاقتداء بها . نقد الذات مطلوب لتصحيح الأخطاء ، لكن دون أن يزداد عن حده فينقلب إلى ضده ويتحول إلى تجريح وإحباط .
من ينظر للنصف المملوء من الكأس هو إنسان متفائل وإيجابي ، أما من يسلط الضوء على النصف الفارغ فهو إنسان سلبي محبط . ولكم تحياتي