معركة البازعي والمسلم زلزال ثقافي متواصل.. وانحياز الغذامي يثري السجال ويجلب له الحظر!

الرياض - فيصل إبراهيم

لا تزال ارتدادات هجوم الناقد الكبير د. سعد البازعي على الروائي الشاب أسامة المسلم تثير الجدل في الأوساط الثقافية السعودية والعربية على السواء، بين من يرى أن الروايات الفنتازية ليست ثقافية وبين من يرى أنها تثري الثقافة، وسط نقاش ثقافي عميق بين العديد من الكتاب والمثقفين والجمهور.

بدأت المعركة بعدما وصف المفكر والأديب سعد البازعي خلال استضافته في برنامج “مخيال” على شاشة قناة السعودية، روايات المسلم بأنها “عادية، وهي فنتازيا وليست حقيقية”، مؤكدا أن “الفنتازيا ليست فخرًا ثقافيًّا بل تعبير عن السطحية”.

كما كتب مغرداً عبر حسابه الشخصي بمنصة إكس: “ظاهرة المسلم لم تكشف أن وسطنا الثقافي ما زال قادرا على إنتاج الفقاقيع السردية وإنما أيضا الفقاقيع النقدية”.

لكن المعركة بين البازعي والمسلم ازدادات سخونة بعدما دخل على الخط المفكر عبدالله الغذامي لينحاز للمسلم قائلا في تغريدة على حسابه بمنصة إكس: “أشغلهم أسامة المسلم.. هي لحظة امتحان لنجاعة النقد والناقد .. لا يرسب فيها إلا الحافظ الذي لا يفهم غير درس معلمه، ويحتاج لقرصة أذنٍ لكي يقال له اصح يانايم ….”.

وبالطبع لم تعجب تغريدة الغذامي الناقد الكبير سعد البازعي الذي لجأ لحظر المفكر المعروف وألغى متابعته على منصة إكس، وهو ما رد عليه الأخير طالباً من متابعيه إيصال تغريدته السابقة قائلا: “بلغوا الدكتور البازعي عن تغريدتي هذه فهو قد حظرني ولا يرى توريقاتي ولا كتابتي عن أسامة المسلم”.

أما المسلم فدافع عن نفسه إزاء هذا الهجوم قائلا: “لا يوجد مبرر للهجوم على ظاهرة أدبية سعودية حققت نجاحًا كبيرًا””، متهكماً: “لم تؤمن دور النشر بالأدب الفانتازي ظنًّا منها أنه أدب لا يستحق أن يوضع على الأرفف!”.

وأضاف: “أصبح للأدب السعودي نظرة مختلفة عن السابق.. وكنت سببًا في هذا التغيير. وأعتز برأي د. عبدالله الغذامي وكان منصفًا جدًّا”.

واستقطب السجال الدائر العديد من الكتاب والمثقفين، ومن أبرزهم الكاتب قينان الغامدي الذي كتب مؤازرا للمفكر عبدالله الغذامي تجاه ما ناله من هجوم قائلا عبر حسابه في منصة إكس: “ولا يضيرك يا أباغادة ، فأنت خضت غمار النقد بكل أنواعه ، وكتبك تشهد لك ، وكنت ومازلت تحتفي بمن يختلف معك ، أكثر ممن يتفق ، والأحكام الجاهزة في النقد غير مقبولة !!”.

وأضاف: “أسامة المسلم ظاهرة ملفتة تستحق التأمل والنقد ، وأيا كان رأي الدكتور سعد البازعي – وأنا أحترمه – فإن المسلم ماض في طريقه ، وهو يعرف أن مصادرة البازعي لإنتاجه ، لن يكون له أي قيمة عند قرائه الذين يتزاحمون عليه في كل معرض كتاب !! يادكتور عبدالله ، أمر غريب ومؤسف ، أن يقوم د البازعي بحظرك ، فلا أتذكر أن بينكما إساءات ، وإنما اختلاف نقدي ، بلغ حد القسوة أحيانا ، لكن لا يبرر فعل الحظر إلا عند ضعف الحجة !!!”.

أما الكاتب عبدالكريم الفالح فكتب معلقاً عبر حسابه في منصة إكس: “لا أدري لماذا هاجم الدكتور سعد البازعي الروائي البارز أسامة المسلم؟ وقد صنف البازعي روايات المسلم بأنها عادية، وهي فنتازيا وليست حقيقية. ألم يحقق جابرييل جارسيا ماركيز جائزة نوبل بهذا النوع من الروايات والتي تسمى “الواقعية السحريه”.

فيما اكتفى المؤثر الشهير “نايفكو” بنقل حديث المسلم عبر برنامج مخيال: “أسامة المسلم ردًا على منتقديه: من ينتقدني هم ديناصورات، ليس لهم تأثير، والدليل اني إذا غردت بنقطة أستطيع أن أحصل على تفاعل أكثر منهم، وبذلك نعرف من هو الصح ومن هو الخطأ”.

وكتب عبدالله الأعرج معلقاً : “حسنًا .. السؤال الكبير من يملك الشرعية ليحدد الأدب الجيد من الرديء ؟ هل هو الأديب أم القاريء؟ هل نحن أمام نقد شجاع أم صراع أجيال أدبية؟ هل التزاحم على المنتج الأدبي دليل على النجاح أم مؤشر لحسن التسويق؟ هل مازالت المجتمعات الشرقية اندفاعية في طبيعتها سواء على مستوى القراءة أو النقد؟ مقطع يحمل كثير من الدلالات إلى الحد الذي يصعب معه تبني رد واضح المعالم في هذه الزحمة من الكر والفر !”.

ورأى عمير بن ناصر الفويه أن “روايات اسامه المسلم عبارة عن فقاعات صابونية سردية ليس لها علاقة بالأدب الحقيقي الذي يحتاجه النشء اليوم ولا حتى المثقف والأديب العربي ولا تخدم عملية تغذية النشء القارئ اليوم بل قد تفقده توازنه الفكري ليجد نفسه في يوم من الايام في دائرة فكريه ظيقة فارغه لاتخدمه في ادنى محطات حياته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *