السيكيورتي .. نوم العوافي
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
قد يعترض بعضكم على استخدام كلمة أجنبية لعنوان هذا المقال . لكن بسبب التباس الأمر عند البعض بين رجل الأمن – الرسمي – الذي يعمل في الداخلية ، وبين رجل الأمن الذي يعمل لدي الشركات الأمنية ، اضطرني لاستخدام تلك الكلمة الأجنبية . فمقال اليوم عن موظفي السيكورتي ، والذين باتوا رغم أهمية وظائفهم ، في وضع لا يحسدون عليه .
بعد صلاة الجمعة توجهت إلى أحد المحلات الكبرى لبيع المواد الغذائية ، وعند وصولي للبوابة الرئيسية ، تفاجأت بأن السيكيورتي يغط في نوم عميق . وعلى الطاولة التي أمامه بعض أغراضه الشخصية . ويبدو من طريقة نومه بأنه إما أنه مريض جداً ولا يستطيع الغياب خوفاً من عقوبات الشركة ، أو أنه لم ينم في الليلة السابقة لسبب قد يكون أنه يعمل في مكان آخر طيلة الليل لتحسين ظروفه . ولقد احترت بين إيقاظه ومن ثم إحراجه، أو تركه وفي ذلك تعريضه لاحتمال الخصم عليه أو ربما فصله . لكني فضلت في الأخير البحث عن صديق له في نفس المتجر والطلب منه التوجه لصديقه قبل أن يصوره شخص مهووس بالشر وينشر صورته على وسائل التواصل الاجتماعي مما سيتسبب في طرده.
هذه القصة قد تتكرر في أي مكان، مما يتطلب إعادة دراسة أوضاع وظروف العاملين في هذه المهنة الحساسة والمرهقة . فرغم ما تم اتخاذه في الفترة الأخيرة من خطوات لتعزيز وتحسين ظروف العاملين في تلك المهن إلا أن الوضع لم يتحسن على الأقل كما نشاهده على أرض الواقع .
فكرة تقليص أعدادهم والتركيز على الكيف لا الكم، قد يرتقي بقيمة هذه المهنة ، كما سيسمح للشركات بزيادة الرواتب بعد اختيار الأكثر كفاءة . أما الفائض جراء تقليص الأعداد ، فيتوجهون لمراكز متخصصة مشتركة بين القطاعين العام والخاص لتأهيلهم . ولنا في تجربة ” الغالية الوفية ” – أرامكو – خير مثال . فمن يعمل في قطاع الأمن في الشركة هم من الشباب السعودي . ومن سنحت له الفرصة للمرور عبر إحدى بوابات تلك الشركة ، يمكنه معرفة مدى احترافية العمل الذي يقوم به أولئك الشباب السعودي . فما المانع إذن من نقل تلك التجربة !؟ . ولكم تحياتي