الأزواج البخلاء

البخل أحد أسوأ الصفات التي يكرهها الناس ، سواء كان البخيل رجلاً أم سيدة . فالبخيل يريد أن يأخذ دون أن يعطي . يجمع المال ليستفيد منه غيره . والبخل ليس بالضرورة أن يكون بالمال . فهناك بخل المشاعر الجياشة التي يملكها كل شخص ، لكنه يبخل البوح بها لمن يستحقها .

كثير من الأزواج يحمل مشاعر عظيمة من الحب لزوجاتهم وأفراد عائلاتهم . يحنون لهم ، يستأنسون لوجودهم ، ويشعرون بالوحدة لو غابوا عنهم . داخل قلوب كل منهم كنز من المشاعر الجياشة . لكنهم يضعون تلك المشاعر في ثلاجة . أو في خزائن حديدية كما لو كانت من الذهب الذي يخشون فقدانه . فتراهم جفاة في تعاملهم مع زوجاتهم .
يدخلون بيوتهم ويخرجون منها ، دون كلمة طيبة أو ابتسامة تصنع الفرح والسعادة والأمل في نفوس أهل بيتهم .

وحتى لا أكون قاسياً على الرجال وأنا منهم ، أكرر الكلام للزوجات اللاتي يعتبرن الابتسامة للزوج نوع من الضعف . وقد قرأت كثيراً عن ذلك فوجدت أن النساء إذا أحببن فهن يحببن بكل صدق . كما أنهن أكثر عاطفة وليونة تجاه أزواجهن . ومع ذلك ، لا يحبذ بعضهن التودد للزوج كي لا يعتبر ذلك نوعاً من الحاجة .

هذه الشرائح من الأزواج والزوجات ، لا يمثلون كل الرجال ولا كل النساء . فهناك الكثير ممن لا يدخل البيت إلا بابتسامة ولا يخرج منه إلا بدعابة مع الزوجة . كما أن هناك من الزوجات من يعشقن ” تدليع ” الرجل باعتباره العمود الفقري للأسرة . فتمنحه الطاقة الإيجابية ليكون يومه أكثر سعادة وتفاؤلا .

الحياة الزوجية شراكة محبة قبل أن تكون شراكة حياة . فالمحبة المتبادلة ، أساس النجاح لكل أسرة . وعلم النفس يؤكد أن داخل كل إنسان مهما كان جنسه ، مشاعر محبة وعواطف جياشة تجاه من هم حوله . فلماذا يخزّن كل ذلك في صندوق أماناته كما لو كانت ذهباً أو مالاً يورثه لغيره !؟ .

لا تكونوا بخلاء تجاه من تحبون . عبروا عن محبتكم وطيبة نفوسكم وصدق مشاعركم لهم . اصنعوا السعادة في حياتهم . امنحوهم الأمن والأمان العاطفي والنفسي . واستثمروا تلك المشاعر في بناء بيت السعادة الذي تعيشون بين جدرانه وتحت سقفه . ولكم تحياتي