“مترو الرياض” ومطالب المتملقين
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في بعض الأحيان يقف شعر رأسك وأنت تبحث عن الأسباب التي تجعل كاتباً في صحيفة متخصصة بالشأن الاقتصادي ، وهو يطرح فكرة سطحية محورها زيادة في الأعباء التي يتحملها المواطنون . وفي نفس الوقت نحمد الله سبحانه وتعالى أننا نعيش في ظل قيادة حكيمة وحكومة رشيدة يهمها مصلحة المواطن قبل أي شيء آخر . فبعد صاحب الرأي الذي يطالب بإيقاف مكافآت طلاب الجامعات ، وما أثاره من سخط مجتمعي . ظهر علينا كاتب رأي – كما كتب في تعريف حسابه – يشير إلى ما يراه من ضرورة رفع أسعار وقود البنزين والديزل بعد تدشين المشروع العملاق “مترو الرياض”.
رأي عجيب لا يصدر من طالب في المرحلة الابتدائية؛ كونه يتجاهل حقائق متعددة لا تحتاج لعبقري كي يعرفها . فرغم أن الرأي سيزيد الأعباء على المواطنين ، إلا أنه وهو الأهم يتجاهل- بكل سذاجة- كون المترو لا يخدم غير سكان العاصمة الرياض . ولن يستفيد منه إلا أهلها أو زوارها ، أما بقية المدن والقرى فلن تتغير خياراتهم في التنقل داخل مدنهم أو خارجها.
ليس ذلك فحسب ، بل إنه يتجاهل بديهية اقتصادية لا تحتاج إلى نقاش . وهي أنه وفي كل دول العالم ، تنعكس أي زيادة في أسعار الوقود على جميع الخدمات والسلع الأخرى . فالسلع سترتفع أسعارها بارتفاع تكاليف النقل ، ونفس الحال على تكاليف الكهرباء وغيره . فالاقتصاد ليس جامدا، إنما هو دورة متكاملة كالحلقات ترتبط بعضها ببعض .
إذن.. ما الحكمة في طرح مثل هذا الرأي من كاتب يكتب في صحيفة مال وأعمال !؟ بالنسبة لي، وللكثير من الناس ، لا نرى أي سبب لطرح مثل هذه الإشارة التي تغضب الناس وتزعجهم عدا البحث عن الإثارة حتى لو كانت إثارة سلبية . فهل لدى ذلك الكاتب مبررات تدفعه لطرح هذا الرأي ، أم أنه بالفعل يبحث عن إثارة أو تملق مع أن التملق لم يعد هذا زمانه . ولكم تحياتي
الرد على مثل هولاء يعطيهم أكبر من حجمهم.
ما نقول لهذا المتملق كما اسميته يا أستاذ محمد البكر ، إلا عليه من الله مايستحق.