“الخبر” في عنق الزجاجة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
من يتابع ما يجري في مدينة الخبر من جهود بلدية وتنموية ، يدرك أن تلك الجهود محل تقدير من جميع سكان هذه المدينة . فلا أحد ينكر ما تشهده المدينة في الشهور الأخيرة من مشاريع سفلتة وتخطيط للشوارع في غالبية الأحياء . لكن وفي مقابل ذلك ، تتزايد معاناة المدينة في نهاية الأسبوع وفي المناسبات والإجازات ، خاصة في منطقة الكورنيش وطريق الملك سلمان . وهذا الطريق بالذات بات يشكل مشكلة كبيرة لأحد أهم أحياء المدينة . ففيه تقع معظم الفلل الكبيرة . وأصبح عائقاً لدخول أهالي حي الحزام لمنازلهم كما هو حال سكان حي الكورنيش .
الطرق المؤدية للمدينة من الشمال والغرب والجنوب في أسوأ حالتها كل صباح ومساء . فلو أخذنا وعلى سبيل المثال طريق الملك خالد والرابط بين حي الثقبة المكتظ بالسكان مع 15 حي جديد جنوب الخبر ، وكذلك للقادمين من البحرين والعزيزية . هذا الطريق هو الطريق الوحيد الذي يسلكه موظفوا أرامكو وجامعة الملك للبترول ولمدارس الجامعة وللمتجهين إلى بقيق والجبيل وأبو حدرية وغرب الدمام ومحافظة البيضاء .
لكم أن تتصوروا كيف تكون حركة السير صباح ومساء كل يوم في هذا الطريق . خاصة وأن كل هذه الحشود تريد العبور من نفق ضيق أمام مجمع الراشد . هذا ليس كل شيء ، فهذا الطريق سيكون هو الطريق المتجه لمجمع الظهران الحالي ومجمع الأفنيوز الذي سيكون جاهزاً خلال سنتين ، وكذلك لأستاد أرامكو الجديد الذي سيستضيف عدد من مباريات كأس آسيا .
القادمون من جهة الغرب باتجاه الخبر ، كل يوم وخاصة في نهاية الأسبوع ، تمتد طوابير السيارات للقادمين من الأحساء وبقيق وغرب الدمام والجبيل والكويت والخفجي لما قبل إثراء ، أي لحوالي 15 كلم للوصول لمنطقة الكورنيش ولوسط المدينة .
ولا يختلف الأمر حين نتحدث عن القادمين من الشمال عبر طريق الملك فهد الممتد من المطار وحتى مدخل الخبر الشمالي ، والذي ورغم التطوير إلا أنه طريق استراتيجي تمر منه آلاف السيارات كل يوم .
وحتى تكون الأمور أكثر وضوحاً .. لا بد من الإشارة إلى ما تشهده المدينة من طفرة عقارية وتنموية وترفيهية وتجارية ضخمة للغاية في أحياء مخططات الكورنيش الشمالي الجديدة . وفي ظل كل هذه التطورات ستتأثر جودة الحياة التي كانت تتمتع بها مدينة الخبر . وستصبح بيئة طاردة بدلاً من كونها مدينة جاذبة للسكن والترفيه والتجارة .
صحيح أن كل مدينة تتطور بهذه السرعة ، لا بد لها ولساكنيها من دفع ثمن هذا التطور المتسارع . لكن ورغم ذلك فمن غير المعقول ألا نسمع عن حلول أو دراسة لهذه المشاكل الحالية والمستقبلية . خاصة من أمانة المنطقة ومن بلدية الخبر وهيئة تطوير المنطقة الشرقية التي نعلق عليها آمالاً كبيرة للإسراع في إيجاد الحلول قبل أن يقع الفأس في الرأس حين يحل موعد كأس آسيا ويفتتح حينها مجمع الأفنيوز ومشاريع الترفيه الضخمة . ولكم تحياتي