اليوم الوطني.. نوايا ووصايا
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
اليوم الوطني نوايا ووصايا عنوان عريض له شمول نظر، ومندوحة احتفاء وبهجة تتكرر كلّ سنة. يوم تجذَّر بتأريخ، واندس بنوايا وخلجات فيها تذّكر ملحمة التوحيد، لا يطفئ فتيل وهج هذا اليوم داخل وطن وحمى المملكة العربية السعودية التي هي دار العرب ومثابة الهوى وملحمة الشعراء. بلاد الحرمين في يومها الوطني تزهو بماضٍ ممتد لحاضر فيه افتخار، واستشراف مستقبل تتعاقبه أجيال، وشموخ عروبة وإسلام، ومآلات تبصر وحكمة، ودور إنساني وتعايش سلمي مع الأمم دونما مجاراة أو مزايدة.
ذكرى اليوم الوطني تعضد المواطنة، وهي ناموس باعث للحراره كتعلق النار بالشمعة لا يطفئها كلّ هواء، بل تنيخ ثقلها حتى يكاد يجرع كأس الظنى من غاب عن وطنه ليقول:
ولقد كتبت إليك لما جدَّ بي
وجدّي عليك وزادت الأشواق
وشكوت ما ألقاه من ألم النوى
فبكى اليراع ورقّت الأوراق
المواطنة تنبض في أرض الوطن وكأن لها أوتار، ومشي الخطى عليها تعزف أنغام تتجانس في الوجدان، وتُحاكي غريف باطن ناطق بمثل هذا السلوان:
تدق القلبُ نغمات
وتتطاير بالأحشاء فراشات
لوطن تتناثر فيه رياحين
وودٌّ مُعطرٌ حنين
منادياً لو آتَانِي أَذى
أحمله، ذاك ما كُتب وقُدِّر
دونما مَلَل أو وَنيّن
وهكذا تدور السنين
وطن يشهد حُبٌّ دفين
والبال مطمئن فيه يقين
وولاء قويٌّ متين
وطن له غرام وهيام
يميل له كلّ حين
وللروح شجين
من غاب عنه
فإنه لا يفترق
عن سيف نظراته
وحقه وواجباته
هذا هو حبُّ الوطن
مثل فراشة على وهج شمعة
لا تفارقها
هذا بوح، خلوص نوايا تبذره
فلا تزلف وتصنع ينشره
أما الوصايا المُشار إليها بعنوان المقال، فهي نصح مُجتهد فيه تذكير، والمواطن له حصافة وتَدْبِير، ولا تزوَّد عليه في ذكرها وهي:
⁃لزوم فطنة والتفاف حول لحمة الوطن والولاة والشعب في ثبات وعزم لا ريب فيه.
⁃إحسان أي دور ومهمة ليكون بذل بتجرد ونزاهة.
⁃تكون سفير جاذب تحمل قيم عربية إسلامية تمثل هوية وطنك عند الآخرين.
⁃تعطي العلم وطلبه أهمية، وليس وسيلة لكسب العيش فقط، بل تسعى أن تضيف مبادرة وابتكار مُلهم للتغيير الأفضل حسب القدرة.
⁃نضج تعامل مع المفترين والمدلسين دونما تشخيص أو تشّهي تقبيح، وتترك رحى الأقدار تستوفي مجريات الأمور، وكشف الخواتيم.
⁃تحلي الحذر من العدو المخادع، لأنه يريد إشغال ورصد رد فعل، وغور أفكار ومنطلقات ليستهدف، وينفذ بتأنٍ خلال ثغور وعواطف.
⁃لا تفتح اختراق في نقل مقولات وشائعات ومصورات، تساهم في كثر تداولها، لأنها تحفر بالعقل الباطن لبساً وتشويشاً، وبعضها يبذر تهيَّب من قدرات خصوم فيه تقزيم لإمكانات الأمة. سطحية تبادل المُراسلات دون معرفة مصدرها أو القدره على توثيقها هي آفة سلوكية قد يحمل الناقل إثمها.
⁃الوعي في صد تفعيل الأزمات والأراجيف وتعظيم العدوات التي تتولاها دول لها نفوذ وإعلام، وهذا يكشفه الزمن.
بلاد الحرمين مملكتنا الغالية لها صنائع بذل وتضحية، وبناء وتنمية، وعزم وحزم، وحكمة وإنسانية، وأمن وأمان، ولحمة ولاة ومواطنين، راعية للحجيج والمقيمين. كلُّ ذلك يطول وصفه فبابها مفتوح، وخيرها ممنوح، وطعامها موضوع، ونائلها مبذول، وعفافها معروف، وآذاها مكفوف. واليوم الوطني يعود لسنته الرابعة والتسعين فيه ذكرى توحيد المملكة وتأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.