من ترك داره ” قلّ ” مقداره
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
لأنني سافرت إلى غالبية دول العالم ، إما في مهمات رياضية رسمية ، أو في رحلات سياحية على مدار العقود الماضية . فقد أطلعت على أحوال تلك الدول وتعرفت على الكثير من ظروف تلك المجتمعات وحياة الناس هناك . ومثلي الكثيرون من المواطنين السعوديين . ومن بين تلك الدول والمجتمعات ، دول متطورة ومجتمعات متحضرة كالغرب الأوروبي.
في الغرب ، يعيش الإنسان في قلق وخوف . فالسرقات في كل مكان وكل الأوقات وأمام الجميع . في شوارع باريس مثل الشانزليزيه وليس في أزقتها فقط . وفي لندن سواء فوق الأرض حيث شوارعها الشهيرة بما فيها شارع أكسفورد وداوننق ستريت الذي يقع عليه مقر رئيس الوزراء ، أو تحت الأرض – الأندر قراوند – . بينما نعيش في وطننا في أمن وأمان . أبواب بيوتنا مفتوحة . نسافر ونحن مطمئنون على أهلنا ومالنا . ناهيكم عن جرائم القتل وعصابات المافيا هناك .
هناك الحياة لها عنوان واحد هو ” نفسي نفسي ” . لا أحد يسأل عن أحد . حتى لو كان والده أو أمه . لا يهمهم من أين يأكل وكيف يسكن أو أين ينام . ويكفي أحدكم البحث في اليوتيوب عن مقاطع للذين لا مسكن لهم . يقضون لياليهم متمددين على الأرصفة وتحت الأشجار بلا فراش أو غطاء . هؤلاء ما يطلق عليهم ” الهوم لس ” . بينما لا يمكن أن نرى شخصاً في بلدنا مهما بلغت ظروفه وهو نائم على الرصيف . فهذه من المستحيلات .
هناك ليس غريباً إن شاهدت منظراً لكبار وصغار ، لرجال ونساء ، وهم يبحثون في صناديق القمامة عن قطعة خبز أو شطيرة لحم مرمية ، لعلها تسد رمق جوعهم . فهل شاهدتم مواطناً هنا يأكل من صندوق قمامة !؟ وهناك .. لا يعرف الأب أين تذهب أبنته ومع من تنام ..
ما كنت سأكتب عن هذا الموضوع فلكل مجتمع خصوصيته، لولا أن وسائل إعلامهم لا تترك صغيرة أو كبيرة في مجتمعنا السعودي إلا وتناولوها بشكل مشوه واستفزازي .
هذه رسالة مني لبعض مراهقينا من الجنسين ممن تبهرهم حياة الغرب حين ينظرون للقشور والمظاهر ويتجاهلون الحقائق إما جهلاً أو تعمدا . تذكروا أن وطنكم هو الذي يحميكم ويؤمن لكم حياة كريمة . ويكفيكم المثل الشهير ” من ترك داره قلّ مقداره . ولكم تحياتي