زمن الصياح والنياح

كتب محمد البكر:

يبدو أننا بالفعل نعيش في زمن الصياح والنياح . زمن يكسب فيه من يدعي المظلومية . زمن تتحقق فيه أمنيات صاحب الصوت العالي . زمن تتغير فيه الحقائق حسب الضغط الجماهيري . هذا ما نلاحظه اليوم، ونتمنى- رغم كل المعطيات التي نراها والأخبار التي نسمعها- ألا يكون صحيحا .

الكل يطالب بالشفافية ، وعندما تطرح الشفافية أمام الجميع ، تتعالى الأصوات ويزيد النواح ، وتتبخر الأرقام والحقائق حول الصفقات والمبالغ التي تم ضخها لتسديد ديون بعض الأندية التي قاربت المليار ، بحجة أنها صفقات وميزانيات كانت قبل استحواذ الصندوق . وكأن تلك المبالغ وصلتهم من شركات خاصة لا من دعم حكومي لا جدال حوله .

قضية تقسيم الدعم لما قبل الاستحواذ وما هو بعده ، قضية غير منطقية . قضية مضللة للجماهير ، وعزف على وتر المظلومية وعلى الخداع والتزييف . فكيانات الأندية لم تتغير ، ومشاكلها مع الفيفا ومحكمة الكأس وتسديد الديون عنها لإغلاق القضايا المرفوعة ضدها ، هي جزء لا يتجزأ مما حصلت عليه تلك الأندية المعنية والتي تدعي عدم المساواة . فلماذا إذن كل هذا الهيجان !؟

دعونا من قضية ذلك الصياح ولو مؤقتاً . ولنتكلم بوضوح عن أهمية تقديم كل الدعم لمن يمثل الكرة السعودية في المناسبات الخارجية التي تقام تحت مظلة الفيفا . وحتى لو فهم البعض من أني أثير هذه القضية كون الهلال هو من سيمثلنا في كأس العالم للأندية ، ففهمهم هذا لا يهمني ولا يعنيني في شيء . فالأهم هو في وضع قوانين لدعم أي ناد يمثل كرتنا السعودية سواء كان ذلك الفريق الهلال أو غيره . ويكفي ما عاناه الهلال من عقبات ومشاكل وظروف في كأسي آسيا وأندية العالم . فلقد خسر الهلال أمام العين؛ لأن هناك فارق كبير بين ما حصل عليه العين من مساندة ودعم وتأجيل لمبارياته قبل كأس آسيا ، وبين عراقيل وضعت أمام الهلال ، وحشو غير منطقي لجدول المباريات التي لعبها محليا .

كتبت من قبل أن لا علاقة للوطنية بتشجيع الفرق المشاركة خارجيا . لكني أؤكد أن هناك علاقة وترابط بين تشجيعه وبين سمعة الكرة السعودية . ومع إني لا أقلل من الدعم الذي يحصل عليه الهلال في مشاركاته الخارجية ، إلا أني أرى أنه دعم غير كاف ، و أنه سوف يعاني من مشاكل كبيرة عندما يلعب في بطولة كأس العالم للأندية .

دعوتي لكل الجهات المعنية عن الكرة السعودية من كبيرها إلى صغيرها ، لتجاهل كل ما يشن هذه الأيام ضد الهلال من حملات وتضليل وصياح ونياح ، والتعامل بجدية ومسؤولية لتذليل كل المصاعب التي يواجهها قبل ذلك المحفل العالمي ولكم تحياتي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *