إلغاء مكافأة الطلاب مزايدة ممقوتة !!
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
بين الحين والآخر يخرج علينا بعض من نحسبهم من المثقفين والأكاديميين، تارة يطالبون بفرض رسوم جديدة ، وتارة أخرى بتخفيض بعض المكافآت التي تصرف لبعض فئات المواطنين ، حتى وصل حالهم لطلب إلغاء مكافآت طلاب وطالبات الجامعات . ولا نعرف إن كانت تلك المطالبات من باب المزايدة على الحرص على المال العام ، أم البحث عن الإثارة ولفت الأنظار وكأن صاحبها يقول – أنا هنا لا تنسوني – .
أنا من الطلاب الذين درسوا في كلية الإدارة بجامعة الملك سعود قبل أكثر من أربعة عقود . وكانت المكافآت آنذاك محصورة على الكليات العلمية مثل الطب والهندسة وغيرها ، بينما لا تصرف لطلاب كليات الإدارة واالتربية والآداب وغيرها من الكليات النظرية . وكدت أخرج من الكلية في العام التالي لو لم تعتمد المكافآت لنا . وأذكر ويذكر الزملاء ممن درسنا معاً بأني كتبت في صفحة القراء بجريدة الرياض مناشداً صرف المكافآت لنا ، وهو ما تحقق قبل بداية السنة الثانية . ومثل حالي هناك عشرات الآلاف من الطلاب الذين كانوا يعتمدون على تلك المكافآت لإكمال دراساتهم الجامعية ، ولا يزال أمثالهم في وقتنا الحاضر .
الدراسة الجامعية ليست حكراً على الطلاب من الأسر الميسورة ، بل حق لكل الطلاب السعوديين الذين يريدون إكمال دراساتهم في مختلف التخصصات التي تحتاجها المملكة ضمن رؤيتها المباركة . بل أن الطالب متوسط الدخل أو من ذوي الدخل المحدود أحوج للعمل من الدراسة لظروفه المالية تلك . ولكنه حينما يختار الدراسة ، فإنه يؤكد بأن شغفه للعلم وتطوير الذات هي أولويات يقاتل من أجلها .
بعض المراجع والدراسات قدرت نسبة المكافآت الطلابية من مجمل مصاريف الجامعات ب 20% فقط . وهذا يعني أنها لا تمثل ذاك الحمل من مجمل المصاريف الأخرى .
كم تمنيت لو أن أحد هؤلاء الكتاب بحث عن أسباب فشل المعاهد الصناعية والكليات التقنية رغم الميزانيات الضخمة التي خصصت لها . فتلك المعاهد والكليات لو نجحت فإنها ستسقطب الكثير من المهنيين وستخفف كثيراً من التوجه للدراسات الجامعية . ويكفي أن نستشهد بشركتي أرامكو وسابك . وما تقومان به من تأهيل متميز للشباب والشابات وتوجيههم مباشرة للعمل في المعامل والمصانع . ولكم تحياتي.
كلام رائع وجميل..
انا من هولاء الطلاب اللذين استفادوا من المكافأة الشهريه وكان معينه لنا بعد الله لتحمل مصاريف الجامعه لاسيما الهندسه اللتي تحتاج كثير من الأدوات المساعده للتمكن من تقديم المطلوب رغم ان كليه العماره كانت تقدم لنا الكثير من هذه المواد…ولا ننسى أيضا قيام الجامعه تقديم الوجبات الغذائية وكذلك توفير السكن مما ساهم في سرعه اكمال متطلبات التخرج..