افتتاحية الألعاب الأولمبية 2024.. لمحة وانطباع
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
افتتاح الألعاب الأولمبية 2024م، حدث إنساني لافت، وحضور وتجمع عالمي، ومتابعة مليارية لأمم لها نصيب في التمثيل والمشاركة، أموال طائلة وجهد بشري استغرق أزمان، وابتكار تنوع وتشكل عبر الرواد والمنظمين. حفل لدولة مُضيفة لها إرث وتراث واستعمار سلطوي معيب، وفن وذوق، وعالم موضة وعطور، وتبذل وعبثية تحرر دونما مواربة لتطال آفاته ناموس ثنائية الذكر والأنثى. بلد تفتق به فيه أدب ورواية وشعر وفلسفة، ونهضة تنويرية، وحركات نسوية، ومكتسبات ثورة جمهورية. القانون وكتابة الدساتير لهم فيها وافر نصيب.
الافتتاح جرى على نهر السين قلب باريس النابض، تناغم مع طراز مباني وضفاف رسمت لوحة فنية. أطياف الحفل كأنها قوس قزح تنوعت، ونهر السين المتدفق مخرت على ظهره عبَّارات تمثل 205 دولة. عرض ملحمي بإخراج سينمائي فيه سردية لنهضة فرنسا وتحولاتها، فنونها، جمالياتها، لبراليتها وكثيرها مرذول. كان وهج إنساني، تظافر تشكليه في بقعة جغرافية زهت بها أنوار، جسدت فرنسا بعض معاني هويتها.
المشاهد لعروض الافتتاح الذي طال ساعات، تتملكه جاذبية كثير من المحتوى، وفيه ما هو غير مسبوق. وحين تتأمل الاحتفال رغم الزهو والإغراء قد تُلاحظ التالي:
الحفل عالمي ويشاهده عبر الشاشة بشر من ثقافات وخلفيات تتباين تنطق مندوحة قول إن مراعاة تلك الثقافات وتقدير حد أدنى من المشتركات بعيدا عن عنفوان الاقتدار وزف قناعات خاصة؛ هو توفيق ونضج لصنع بصمة وأثر خالي الأنا.
هنالك من الفعاليات أظهرت مثلية في بعض جوانبها، وأُخرى عروض موضة أطفئت بعض ذوقيات الارتداء بين ما هو للرجل وللمرأة، والحدث هو رياضي ليس مكانه. بل ممكن القول إن مساحة التبذل في مدد العروض ملئت زمن علّه أضمر عند المشاهد جوهر الحدث وهو رياضي بامتياز، فترآى له خلط ذهني تشابك دونما سياق متناغم.
خيال كاتب السيناريو ومخرجه تقمص أكثر بسينمائية طالت إبداعات وفاض فيها كأس امتلئت مالت فيها توازنات؛ بين ميزان الرياضة، هوية البلد، تسويق القدرات، مهارات تأطير الذوقيات ضمن الفهم العالمي، الاستفرادات الجاذب منها والدون.
الاحتفال ومضمونه غير مسبوق، وهائل في عروض خارجية وظف جماليات النهر والمحيط الذي حوله في عاصمة تطورت بمباني وكتدرائية وبرج ومتحف ومكتبه وضفاف جعلها لا تشابه غيرها، ولا أظن هنالك مثلها بهذا التلملم الآخاذ الذي جسر كثير من المعاني بين علمية وإنسانية ودرامية.
الحفل لم ينس ذكر تنامي الأسطورة الأمريكية وإهداء فرنسا تمثال الحرية الذي نحته “بارتولدي” لينصب أمام”منهاتن” عام 1886م.
وأخيراً، إن ملامسة الذوق ملكة عند الإنسان دونما صنيع مُتكلف وثقيل إيقاع، ويميز ما يليق مما لا يليق. وهذا نصيب وحظ، يزيد وينقص وفق ما يملكه الإنسان من معرفة ورقي أخلاق، وكذلك سمو في العقل والضمير، وماهية البوح المُخالف للأكثرية، والتراث الإنساني حافل بأشكال مختلفة تتوارثها الأجيال بتنوع أعراقهم ولغاتهم، ينداح به ذوقيات تُطرزها العاطفة الإنسانية التي هي حافزة وناقلة للآداب والفنون والتخاطب المُتبادل بين شعوب الأرض.
احسنت استاذ وابدعت في الوصف الدقيق لأحداث الافتتاح الذي لم يراعي اختلاف الثقافات والمجتمعات المحافظة دع عنك عدم احترام الاديان فهذه مفروغ منها . . هي رسالة موجهة للنشء نسأل الله ان يحفظ ابناءنا واحفادنا ويقيهم هذا الانفتاح غير المنضبط .