“الفريان” صانع السعادة
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
يعتقد البعض أن الزميل والصديق إبراهيم الفريان يعيش بعيداً عن واقع الحياة المتقلب بين الأفراح والأحزان . يعتقدون أن حياته كلها مزح وهرج وتسلية وإضحاك للآخرين . هكذا يبدو لمن يقابله أو يتابعه . بينما في واقع حياته هو مثل أي إنسان آخر يعيش دنياه من مبدأ يوم لك ويوم عليك . فمحطات الحزن التي مرّ بها لم تثنه عن إسعاد نفسه وإسعاد من هم حوله حتى لو لم يكن يعرفهم أو ألتقى بهم من قبل .
” الفريان ” شخصية تملأ المكان الذي يتواجد فيه بالفرح والسعادة . لا يشغله إن كان الحضور من كبار الشخصيات الرياضية أو من الجماهير البسيطة التي تحبه . لا يهتم إن كان الحضور حوله من معسكر النادي الأزرق الذي ينتمي له ، أو كانوا من أي نادِ منافس . فتجده اليوم يحتفل مع الهلال في الرياض وفي اليوم التالي تجده يحتفل في جدة أو الدمام أو القصيم أوالقطيف أوحفر الباطن أو في أبها وخميس مشيط .
رغم بساطة هذا الإنسان ، إلا أنه يستحق أن نلقبه ب ” صانع السعادة ” . فأينما حل تجد الفكاهة والإبتسامات والرضا على وجوه الجميع . وكلنا يعلم بأن صناعة السعادة مهمة صعبة للغاية لا يتقنها إلا من كان قلبه نقياً من شوائب الحقد والحسد والأنانية ، وهذا عكس صناعة الحزن التي لا تحتاج إلا لذرف قليل من الدموع التي قد لا تكون صادقة .
قبل أسبوع أصدر كتاباً بصورة غلاف فخمة جمعته مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله . وأختار عنواناَ له ” مشوار العمر ” . وأنا لم أفهم حتى اللحظة لماذا يستكثر البعض عليه ذلك . فهو كتب عن نفسه وعن مشواره ، ولم يكتب عن غيره أو يسيئ لأحد .
وعندما أقارن بين بعض السذج ممن يطلقون عليهم ” مشاهير ” والذين يخرجون علينا بمحتويات تافهة تسيئ أكثر مما تنفع ، وبين ما ينشره هذا العزيز من فرح في أي مكان يتواجد فيه ، أرى أن من العدل الانحياز له دون تردد . فكم نحن بحاجة لمن يصنع السعادة في حياتنا بكل بساطة ونقاوة قلب . شكراً إبراهيم الفريان . ولكم تحياتي