إنجلترا في مواجهة إسبانيا

الأنظار على نهائي يورو 2024

رايس «إنجلترا» ـ لامين «إسبانيا»
الرياض - متابعة عناوين

سيكون عُشاق كرة القدم الماتعة، على موعد مع وجبة كروية دسمة تحتضنها العاصمة الألمانية برلين، وتجمع منتخب إنجلترا، ونظيره إسبانيا، في نهائي كأس بطولة أوروبا «يورو 2024»، والتي تنطلق صافرتها عند الساعة العاشرة مساء الأحد «14 يوليو 2024»، بتوقيت مكة المكرمة، وذلك في أوّل مواجهة كبرى بينهما منذ 1996.

المرشح الأوفر حظًا

ويدخل «ماتدور إسبانيا» النهائي وهو مرشح بشكل طفيف للفوز باللقب وليس إنجلترا، فلم يكُن الفريق الأكثر جاذبية للمشاهدة في البطولة فحسب، بل فازت في كل مباراة خاضتها.

ولمعت إسبانيا فريقاً يمكنه تكييف استراتيجيته بسرعة مع منافسيه من دون التخلي عن أسلوب الهجوم المباشر لمصلحة الأداء القائم على النتائج.

وتفوقت على فرنسا في الدور قبل النهائي، على الرغم من تأخرها بهدف، واستغرق الأمر منها خمس دقائق فقط لتسجل هدفين لتتقدم، من خلال أسلوب الضغط المستمر والتمرير العمودي الذي أجبر الفرنسيين على اللجوء إلى الكرات الطويلة.

ومع وجود رودري، وتحكمه في الوسط، وهو خبير يضاهي الألماني توني كروس في كفاءة التمريرات المثيرة للإعجاب، ولكن مع نهج أكثر هجوماً، من المتوقع أن تلعب معركة وسط الملعب دوراً حاسماً في النتيجة.

وسيكون على إنجلترا أن تنتزع الكرة من «لاروخا» التي تملك أيضاً اللاعب المتميز فابيان رويز في خط الوسط، وهو اللاعب الذي يعتبره الكثيرون أفضل لاعب في البطولة.

ومع تألق الجناحين نيكو وليامز والأمين جمال، الذي سيبلغ 17 عاماً، «السبت»، وأصغر هداف في بطولة أوروبا أو كأس العالم، في التفوق على خطوط دفاع المنافسين والتمكن من التسجيل وتقديم التمريرات الحاسمة، ستكون مهمة ظهيري إنجلترا صعبة للغاية.

وأصبحت إسبانيا أول فريق يفوز بست مباريات في نسخة واحدة من بطولة أوروبا بعد فوزها على فرنسا، وحتى هذه المرحلة فالفريق صاحب أفضل دفاع في البطولة.

ولم يكن بلوغ إنجلترا ومدربها جاريث ساوثجيت، نهائي بطولة أوروبا للمرة الثانية توالياً بالأمر الهين على الرغم من أنها اضطرت لتحمل أسابيع من الانتقادات، خاصة في دور المجموعات، بسبب الأداء الممل وضعف القوة الهجومية.

ومع ذلك ظل دفاع إنجلترا قوياً، وأثبت جون ستونز وكايل ووكر، بفضل سرعتهما عندما يتعرضان للخطر، براعتهما في استخلاص الكرة.

ومن المرجح أن يشكل استحواذ إسبانيا على الكرة وتحركاتها أصعب اختبار لإنجلترا حتى الآن، والمفتاح لتمكن فريق ساوثجيت من الحفاظ على لياقته هو العمل المذهل الذي يقوم به ديكلان رايس لاعب خط الوسط الدفاعي.

ويتمركز رايس في مراكز تجعله يمنع الخطورة على إنجلترا وبفضل تحركاته وقوته فيمكن القول إنه أفضل لاعب إنجليزي في المسابقة المقامة بألمانيا حيث يقوم بتوفير الحماية الدفاعية أمام خط الدفاع، ويكافح أينما ظهر الخطر.

وأثبت بقية لاعبي خط الوسط تحملهم للمسؤولية أمام هولندا في الدور قبل النهائي بشأن استعادة الكرة، بعدما أظهر كوبي ماينو وبوكايو ساكا وفيل فودن رغبتهم في استخلاص الكرة والضغط على المنافس.

وبعد الأداء السيئ إلى حد كبير في دور المجموعات، الذي شهد تسجيلها لهدفين في ثلاث مباريات، سيشعر ساوثجيت، بالاطمئنان لما شاهده أمام هولندا، عندما تحملت الأسماء الكبيرة المسؤولية وبدأت في صناعة خطورة مستمرة من طرفي وعمق الملعب.

وسيشجع المدرب ساوثجيت، لاعبه جود بلينجهام، على مهاجمة نفس المدافعين الذين تفوق عليهم صانع لعب ريال مدريد في طريقه، لأن يصبح أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى الإسباني الموسم المنقضي، مع تذكير هاري كين، بمدى فعاليته في قبل النهائي عندما أدى عمله داخل منطقة الجزاء وحولها بدلاً من التمركز في العمق كما كان يفعل في الكثير من الأحيان من قبل.

وستكون أحد الأمور المثيرة للقلق هو فشل إنجلترا في تشكيل الخطورة خلال الركلات الثابتة. إذ بدت ضعيفة في المواقف الدفاعية أمام عمالقة هولندا، لكن من غير المرجح أن يكون الأمر بنفس التأثير أمام إسبانيا.

نسق متصاعد 

وبدورها، تبحث إنجلترا عن مواصلة نسقها التصاعدي واحراز كأس أوروبا لكرة القدم للمرّة الأولى في تاريخها، لكنها ستواجه تشكيلة إسبانية موهوبة كانت الأفضل على مدى شهر وراغبة بالانفراد بأربعة ألقاب قياسية.

وإسبانيا بقيادة الجناحين الشابين لامين جمال ونيكو وليامس، الفريق الأفضل والأكثر جاذبية حتى الآن في البطولة، هي الوحيدة حققت ستة انتصارات متتالية، وبعضها أمام منتخبات كبرى مثل كرواتيا (3-0) وإيطاليا حاملة اللقب (1-0) في دور المجموعات، ثم ألمانيا المضيفة 2-1 بعد التمديد وفرنسا وصيفة بطل العالم مع نجمها كيليان مبابي 2-1 في ربع النهائي ونصف النهائي.

وبالمقابل، ورغم ثروة المواهب أمثال بيلينغهام نجم ريال مدريد الإسباني وهاري كاين الباحث دائماً عن لقب أوّل في مسيرته وفيل فودن أفضل لاعب في البرميرليغ، كان مشوار إنجلترا متذبذباً.

وبلغت ثمن النهائي على وقع رمي جماهيرها أكواب الجعة على المدرب غاريث ساوثغيت غير راضين عن الأداء.

وأنقذها من خروج مذل في ثمن النهائي أمام سلوفاكيا هدف أكروباتي لبيلينغهام في الرمق الأخير، احتاجت إلى ركلات الترجيح للتغلّب على سويسرا، قبل اقصاء هولندا في الوقت البدل عن ضائع 2-1 في نصف النهائي.

وتُعد مباراتها الأخيرة التي حسمها البديل أولي واتكينز، في دورتموند، الأولى المقنعة والتي رفعت من أسهمها لنيل أوّل لقب كبير منذ تتويجها بمونديال 1966 على أرضها، ولو انها عادلت فيها من ركلة جزاء مشكوك بصحتها لقائدها كاين الذي يتصدّر ترتيب الهدافين بثلاثة أهداف، تساوياً مع خمسة لاعبين آخرين بينهم الإسباني داني أولمو.

وفيما تخوض إنجلترا أوّل مباراة نهائية كبرى خارج أرضها، تأمل في عدم تكرار سيناريو نهائي النسخة الماضية، عندما خسرت أمام إيطاليا بركلات الترجيح نهائي ملعب ويمبلي على أرضها.

وقال لاعب الوسط الإنجليزي ديلان رايس لشبكة «بي بي سي»: «رؤية إيطاليا ترفع ذاك اللقب ستطاردني إلى الأبد.. تسنح الآن فرصة جديدة لنا حيث يمكننا كتابة تاريخنا، لكننا نواجه خصماً علينا احترامه كثيراً».

وفيما يبدو مستقبل ساوثغيت، مجهولاً بعد النهائي، قال ابن الثالثة والخمسين الذي يشرف على «الأسود الثلاثة» منذ 2016: «جئنا إلى هنا كي نفوز.. نواجه أفضل فريق في الدورة، ولدينا يوم أقل للتحضير، لذا سيكون امتحاناً صعباً».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *