القادسية بين أرامكو والخبر
تدشين سمو سيدي الأمير سعود بن نايف، أمير المنطقة الشرقية، للهوية الجديدة لنادي القادسية، يحمل معانٍ كثيرة وطموحًا لا حدود له. فلسموه الأيادي البيضاء للتطور المتسارع الذي تشهده المنطقة الشرقية في كل المجالات، وهو تأكيدٌ على الرعاية الكريمة التي توليها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وعراب الرؤية المباركة سمو سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، يحفظهما الله، للشباب السعودي بشكل عام وللرياضة بشكل خاص.
الهوية الجديدة وما تحمله من معان وطنية، ورؤية مستقبلية طموحة، وارتباطها بنموذجين ناجحين هما أرامكو السعودية ومدينة الخبر الجميلة. فأرامكو ومنذ كنا صغارًا ننظر إليها على أنها النموذج الأجمل لجودة أي عمل يرتبط باسمها. فهي بالنسبة للمنطقة بشكل خاص، لم تكن مجرد شركة لإنتاج النفط وتسويقه، بل كانت ملهمة للمجتمع بأسره. فكانت مدارسها تختلف كليًا عن المدارس الأخرى، وكان مستشفاها عنوانًا لأرقى الخدمات الصحية. أما الطرق التي تنشئها فما زالت مضرب الأمثال حتى وقتنا الحاضر. أرامكو أثّرت على المجتمع في المنطقة الشرقية بشكل كبير من حيث الانضباط في العمل، والجودة في المنتج، والرقي في التعامل، والصحة والنظافة في كل المجالات. ومنها ظهر أكبر رجال الأعمال في المنطقة، سواء كانوا من أهل الشرقية أو من مختلف مدن ومناطق المملكة.
أما الخبر فهي المدينة السعيدة، المانحة للأمل والطموح، وهي المدينة النموذجية في كل شيء، ودون نقصان من المدن الأخرى. فهذه المدينة ارتبطت بأرامكو من خلال “فرضة الخبر”، التي ساهمت الشركة في تجهيزه لنقل المعدات للظهران حيث مكاتب الشركة في الأربعينيات. ولعل شارع الظهران “سابقًا” وطريق خادم الحرمين الشريفين “حاليًا” شاهد على تلك المرحلة. كما كان لأرامكو الدور الأهم في تخطيطها، وحتى الكثير من كبار مسؤوليها التنفيذيين كانوا من الخبر من أمثال الأساتذة علي النعيمي، وعبدالله جمعة، وأمين الناصر.
واليوم يرتبط اسم القادسية باسم أرامكو كما كان مرتبطًا باسم الخبر من قبل. وكما يُقال “الكتاب باين من عنوانه” فقد بانت بوادر التخطيط والنجاح من لحظة تملك أرامكو لنادي القادسية. فصعد الفريق لدوري روشن ثم توالت الأخبار الجميلة من تدشين الهوية الجديدة، وبدء الإعلان عن صفقات التعاقدات للموسم القادم، ناهيك عن الاحتفالات التي ستقام نهاية هذا الأسبوع والتي تعزز من ارتباط النادي بمدينة الخبر فهو ليس فقط نادي رياضي وإنما اجتماعي وثقافي أيضًا، ولذلك ستكون الفعاليات متنوعة وترفيهية مثل الألعاب النارية وغيرها من الفعاليات العائلية والشبابية.
ورغم أن الشركة لا تحبذ الإشارة لموظفيها الكبار عند الحديث عن إنجازاتها، إلا أنه من الظلم تجاوز الجهود الكبيرة التي قام بها ولا يزال الأستاذ نبيل الجامع، النائب التنفيذي للرئيس للموارد البشرية والخدمات المساندة في أرامكو السعودية منذ تسلمها للنادي. فقد كانت جهودًا متميزة ومتواصلة، مما يبشر أهل الخبر ومشجعي ومحبي القادسية بمستقبل زاهر يتناسب مع اسم وسمعة الشركة ومدينتهم السعيدة. ولكم تحياتي.