السعوديون x الكويتيون
بين الفينة والأخرى تبرز لنا بعض المواجهات ” الكرتونية ” بين الكويتيين والسعوديين عبر منصة x . حيث تنشط معرفات لا أحد يعرف أجنداتها ولا توجهاتها ولا المكان الذي تغرد منه . ثم لا تلبث أن تدخل مجاميع ” المدرعمين ” ممن تأخذهم النخوة للدفاع عن القضايا التي أثارتها تلك الحسابات التي أشرت إليها في بداية المقال . ولأن من بين المشاركين في هذه المنصة ، الكثير من المراهقين أو المهايطين والمزايدين ، فقد تظهر تجاوزات سيئة وغير مقبولة وكأنها تصب الزيت على النار .
ما يربط المملكة- حكومة وشعباً- مع الكويت- حكومة وشعباً-، يتجاوز تلك ” الخنبقات ” والمزايدات . فالعمق السعودي هو عمق كويتي والعكس صحيح ، خاصة وأن الكثير من العائلات في البلدين تربطهم أواصر قرابة ونسب . ولهذا فمن المعيب أن تتغلب العاطفة على العقل . والفرق كبير بين الاثنين . فالعاطفة لا سقف لها ومن السهل أن تتجاوز حدودها لتجر معها تداعيات خطيرة قد يصعب السيطرة عليها . أما العقل فيعرف حدود المعقول ولا يسمح بالانجراف نحو الحضيض .
وحتى لا يتهمني أحدكم بأني أدعي المثالية وأصور المجتمعين بأنهما مجتمعان نموذجيان ملائكيان ، أقول بأن الخلاف أو الاختلاف قد يحدث بين الأشقاء في البيت الواحد ، كما يحدث ذلك بين الجيران وإن طالت الجيرة بينهم . ولهذا فالاختلاف ليس هو القضية ، بل القضية حين يدخل المزايدون وأصحاب الأجندات الداخلية والخارجية لشحن الطرفين وكأنهما في ساحة حرب . ولا أستثني بعض المثقفين من الجانبين ممن يثيرون بعض السخافات للبحث عن متابعين جدد أو لصنع مكانة لهم وإن كانت مكانة مزيفة .
ما دعاني للتطرق لقضية ما يطرح في منصة x وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي ، هو ما أدهشني من تغريدات بين مغردين من بلدين عربيين مختلفين على عدد من القضايا منذ فترة طويلة . فقد تجاوزت تلك التغريدات المتبادلة حدود أدب الاختلاف ، ووصلت لحد التجاوز على الشرف ، وتبادل الاتهامات للحديث عن الدعارة والفساد الأخلاقي كل في بلد الآخر .
بيت القصيد .. ” النار من مستصغر الشرر ” . فهل وصلت رسالتي . لكم تحياتي