شياطين الرذيلة
ترددت كثيراً في تناول قضية الفتيات الهاربات اللاتي وقعن في فخ التحريض والإغواء التي يمارسها بعض خونة الوطن؛ تقديراً لمشاعر الآباء والأمهات الذين ابتلوا بسقوط إحدى بناتهم في فخ ذلك الإغواء.
الأمر لم يعد شكًا بالتآمر على بناتنا وقيمنا ، بل يقيناً أثبتته الأيام والمواقف . ولعلنا نتذكر كيف تصرفت حكومة مثل حكومة كندا حين استقبلت وزيرة خارجيتهم إحدى الفتيات التي هربت من أسرتها لينتهي بها المطاف في أقذر مستنقع وأقبحه .
خطأ فادح ترتكبه بعض الفتيات بالتمرد على أسرهن والارتماء في أحضان شياطين لا يخافون الله . فبين أمس كنّ فيه بين أهاليهن معززات مكرمات ، بتن اليوم يفترشن الأرصفة ، ويبحثن عن لقمة عيش بين صناديق القمامة . ولن أزيد عن ذلك في شرح أحوالهن؛ كي لا أجرح أهاليهن المبتلين .
اليوم تستطيع أي فتاة تجاوزت الـ 21 عاماً أن تسافر إلى أي مكان في العالم دون أن يوقفها أحد مهما كان . فهل شاهدنا أو سمعنا بعد هذا القرار عن خروج إحدى السعوديات فتاة كانت أم سيدة ، للارتماء في أحضان أولئك الشياطين !؟ لقد قطعت المملكة بقرارها ذلك ، الوتر الذي كان يدندن عليه أولئك الخونة وتجار الجسد والرذيلة .
قصص المشردات في لندن وباريس وكندا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية- وإن كان عددهن لا يتعدى عدد أصابع اليد-قصص تثير الاشمئزاز والشفقة . ولعلكم شاهدتم آخر المقاطع المؤلمة للأخوات الثلاث وهن يتعرضن للتحرش والاعتداء عليهن ممن ادعى أنه سيؤمن لهن حياة كريمة .
والله .. لن تجدوا وطنا يحميكم مثل هذا الوطن ، ولا مجتمع يضمن لكم الحياة الكريمة مثل هذا المجتمع ، ولن تغمضوا أعينكم كل ليلة وأنتم في غربتكم بلا خوف كما تغمضونها اليوم في أمن وأمان . لن تجدوا قيادة همّها الأول والأخير ، أن يكون الشعب السعودي أفضل الشعوب ، ويصبح وطنكم أجمل الأوطان مثل هذه القيادة الحكيمة . ولكم تحياتي