بو طبيله
لا أدري إن كانت غالبيتكم تعرف ما المقصود من ” بو طبيله ” . فالموروث موجود في كل مناطق المملكة ، بل وفي كل الدول العربية ولكن بمسميات مختلفة . ففي مصر ودول الشام والسودان يطلقون عليه اسم المسحر أو المسحراتي . وفي لبنان يسمونه الطبال ، وفي المغرب النفار ، وفي اليمن المفلّح ، وفي العراق بو طبل . أما في شرق المملكة والكويت وقطر والبحرين فيطلقون عليه ” بو طبيلة ” كما ذكرته في عنوان المقال .
ليس هناك معلومات كافية عن بداية هذه المهنة الرمضانية في كل دولة عربية . ما عدا في مصر حيث ذكر المؤرخون بأنها بدأت في زمن الدولة العباسية ، وبالتحديد في عهد الخليفة المنتصر بالله . أما في بداية الإسلام ، فقد قرأت بأن مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم ” بلال إبن رباح ” كان أول من قام بهذه المهمة لإيقاظ الناس للسحور وأداء صلاة الفجر .
هل نحن بحاجة إلى ” بو طبيله ” ليوقضنا من النوم في ظل هذا التغير الكبير جداً في حياتنا ، وبما قدمته لنا التكنلوجيا من بدائل لا تعد ولا تحصى !؟ . هل نحتاج لمن يوقظ الناس وهم في الأصل لم يعد ينامون إلا بعد صلاة الفجر !؟ .
نعم لسنا بحاجة لمن يوقظنا ، فساعات التنبيه على كل شكل ونوع . وعادات معظمنا تغيرت من النوم بعد صلاة العشاء إلى ما بعد صلاة الفجر . ومع ذلك فإن أي مجتمع يحتاج للعودة لموروثه الشعبي ، كي يربط أجياله بتاريخ آباءهم وأجدادهم . فليس هناك مجتمعات تنمو وتزدهر وتستمر ، دون أن يكون لها موروث شعبي تستند عليه .
بو طبيله أو غيره من الموروثات الشعبية ، تنمي الإحساس بالهوية والشعور بالألفة والتمسك بالجذور ، باعتبارها منبت الهوية وموثقة لقيم المجتمعات . وأكثر من ذلك فإن التمسك بالموروث ، يعنبر تسويقاً للسياحة الوطنية . فسواء كان الموروث الشعبي فلكلوراً أو فنون شعبية أو عادات وتقاليد ، فإنها تذوب في بوتقة وحدة المجتمعات وأصالتها . وكم سعدنا عندما أطلقت وزارة الثقافة مسابقة تعنى بالفلكلور الشعبي .
عندما أكتب أو يكتب غيري عن ضرورة الاهتمام بأي موروث شعبي مثل القرقيعان أو بو طبيله ، ندرك تماماً بأن مطالبتنا بذلك ليست لحاجتنا في ظل هذا التطور الكبير في حياتنا ، إنما نكتب للمساهمة في الحفاظ على موروثنا الشعبي الذي نحبه ونحن إليه . ولكم تحياتي