وقاحة واحدة لا تكفي
لم أكن أتوقع من فنانة كويتية لها مكانتها في المجتمعات الخليجية ، أن تشارك في مسلسل ” منحط ” بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى . ولم استغرب حينما امتنعت بعض القنوات الرسمية عن عرض ذلك المسلسل ضمن برامجها الرمضانية؛ فما يحتويه من مقاطع وإيحاءات وقصص حساسة تمس المراهقين والمراهقات ، تجعل من عرضه على قنوات رسمية أمراً مستحيلا . ولهذا اتجه منتجو المسلسل إلى إحدى المنصات التي ذاع صيتها مؤخرا .
القنوات الرسمية والقنوات الخاصة المفتوحة كانت ملتزمة بعدم التعدي على تقاليد المجتمع الخليجي ، أو طرح القضايا الحساسة لجيل الشباب من الجنسين بشكل فاضح؛ ولهذا لم نشاهد ذات يوم مسلسل يتخطى الكثير من الخطوط الحمراء؛ لأن القائمين على تلك القنوات ، لديهم رقابة ذاتية إلى جانب الرقابة الرسمية التي تمارسها الجهات المسؤولة . إلى أن وجد مروجو تلك المسلسلات الباب مفتوحاً لهم ليقدموا ما يحلو لهم من وقاحة عبر المنصات الرقمية الحديثة . تلك المنصات التي باتت تشكل خطراً كبيراً على المجتمع وعلى الأسر ، وتؤثر على سلوكيات المراهقين ، وتمرر رسائل مبطنة قد تدمر معنى الأسرة بأكملها.
دخول هذه المنصات على الخط لا يختلف عن دخول وسائل التواصل الاجتماعي على خط الصحف الرسمية . فالصحف بشكل عام تعتمد على المعلومات الدقيقة والموثوقة وبعد التأكد من صحتها . أما وسائل التواصل الاجتماعي فقد خلطت الحابل بالنابل ، بعيداً عن أي رقابة أو تدقيق قبل النشر . مما سمح بظهور مؤثرين تافهين يتبعهم الملايين ويتخذهم الصغار قدوة لهم . والأخطر من ذلك هو متاجرة ” بعض ” الفتيات بأجسادهن وإظهار مفاتنهن لجمع أكبر عدد من المتابعين الصغار ، أو الكبار ” المخرفنين”.
من الصعب أن يكتب الكاتب مقاله عن أي قضية دون أن يضع أو يقترح الحلول التي يراها لمعالجة تلك القضية . لكن قضية كهذه تحتاج لمتخصصين وعلماء نفس واجتماع وتربويين وممثلين عن أصحاب تلك المنصات لدراسة القضية من جميع جوانبها؛ كونها أكبر من رأي كاتب أو طرح عابر . فما نلمسه اليوم ما هو إلا البداية وربنا يستر من النهاية . ولكم تحياتي
الحقيقة ان المادة اعمت بصائرهم ! مات الفن الراقي الذي يعالج مشاكل المجتمع … يعطيك العافية على هذا المقال الجرئ !!