الليالي السود
الشوارع التي مررت بها ذات يوم ، والأرصفة التي مشيت بقربها ، والأشجار التي كنت استمتع بنضارتها وجمالها . تعيش اليوم في حيرة من أمرها ، في حزن كما لو كانت من البشر . أوراقها التي تتساقط من أغصانها كل صباح ، أشبه بالدموع ، تبقى هي الشاهدة على رحيل ذلك الحلم الأسطوري .
بالأمس كان قصره الفخم الجميل ، يعج بالحياة، جدرانه، وممراته، وحدائقه ترسم حياة الرفاهية المتناهية .. واليوم بات كالقلعة المهجورة .. موحشاً بين الظلام .. وحفيف الأشجار التي تحيط به من كل اتجاه ، مخيف بل مروع .
رغم كل أنوار الشوارع ومصابيح السيارات العابرة ، يبقى الظلام دامساً، مسيطراً على تلك الطرقات … لا فرق بين من يمر بها أو من يمر زائراً بين القبور.. رباه ما هذا الصمت الرهيب … ما هذا الهدوء القاتل … ما هذا المكان الموحش المقفر … أين ذهبت تلك الأضواء المخملية ، وذلك الضجيج بين قادم وعابر؟ … أين الازدحام والسيارات الفخمة؟ … وأين الخدم والحشم والمباخر !؟ يا إلهي يا إلهي! … مشاهد مؤلمة تبكي ماضيها، وتتحسر على حاضرها، وتخاف من غدها .
لقد ضاع كل شئ ، ما بين طمع وجشع ، ما بين ظلم واستقواء واستغلال ، ما بين جنون العظمة ونرجسية الذات . خدعته الدنيا ، وكأنها حيزت له دون غيره ، وأوهمه الغرور ، بأنه الآمر والناهي اللا متناهي . يذكره من يعرفونه … يتعجبون .. لكنهم لا يشمتون .. فالحياة تدور ، والأيام تتداول بين الناس ، فهي ليست ملكا لأحد ، سوى الواحد الأحد .
كان يمسك بكل الخيوط الذهبية ، لكنه أبى إلا أن يتعلق بخيط طرفه من نار . كان يستقوي بعنجهية الذات . ولم يكن أحد يعلم ، كيف كان يفكر ليومه ولغده ولأسرته ، حتى إذا ما احترق ذلك الخيط ، حرق معه كل الأشياء الثمينة ، أو لنقل كل – ما تبقى – من تلك الأشياء .
الحياة حكم وعبر .. والمحظوظ من يتعلم من تلك الحياة وأحداثها ، ومن عثرات غيره كي لا يتعثر بها . والعاقل يقرأ الأحداث بعقله لا بعاطفته أو حماسه . فكم من نجم قد هوى .. وكم اسم قد مسح من ذاكرة الناس .
قصة عابرة ، قد لا تهم الكثير من عامة البسطاء ، إلا أنها في الحقيقة ، عبرة لمن يريد أن يعتبر من كبار رجال الأعمال، ودرس لكل من أراد أن يتعلم كيف يقود حياته وحياة أسرته إلى بر الأمان ، فالدنيا أيام ، يوم لك وربما ألف عليك .
ولكم تحياتي
الله المستعان هناك نماذج كثيره في مجتمعنا و بسبب تصرفات خاطئه من صاحب المال محق الله تجارته و كذلك هناك الصنف الاخر الذي يتولي منصب كبير بالدوله و بمجرد خروجه من المنصب كثير من اصحاب الكراسي يتخلون عنه و هنا كلا الصنفين يعيش مهجور بدون صديق و لا محب وكأنه فعلاً حاره قديمه هجرها سكانها نسال الله لنا و لكم العفو والعافيه و التواضع و حب الغبر و عمل اامعروف