الخوف من التبرع بالأعضاء
بعد مقالي الأسبوع الماضي عن نجاح إحدى عمليات زرع الأعضاء في تخصصي الملك فهد بالدمام ، سألني صديق من باب أني أشجع على التبرع والمساهمة في إنقاذ من يحتاج للتبرع إن كنت سأتبرع بأي عضو مني في حياتي أو بعد مماتي – بعد عمر طويل – ؟ كان السؤال مفاجئاً ولم أتوقعه . ولهذا لم أجد الإجابة المناسبة لسؤاله .
وقد بحثت عن سبب خوف الناس من التبرع رغم كل مافيه من أجر ، وما يعده بعض العلماء صدقة جارية .
يقول الطبيب النفسي اللبناني –بيير ضو – ،أن الأمر مرتبط في مخيلتنا بفكرة الخوف من الموت نفسه ، فالموت يعني عدم الإحساس بشيء ، لكننا عاجزون عن تخيل أنفسنا هكذا . ويضيف أن الناس لديهم نفور طبيعي من فكرة التمثيل بالجثة ، أو الخوف من تشويه ملامح من نحب أو جسده.
نحن ندرك ونفهم بأن جسد المتوفى يتحلل ولا يبقى منه سوى بعض العظام ، وأن ذلك يمحو تفاصيل جسد المتوفى تماماً وليس فقط يشوهها . كما ندرك بأن التبرع قد يحيي نفساً بإذن الله ، أو ينهي معاناة إنسان محتاج لزراعة ذلك العضو . ومع ذلك نخشى من تشويه جثة من نحبه جراء عملية نقل أحد أعضائه بعد التأكد من عدم إمكانية عودة من سينقل منه العضو للحياة من خلال لجنة ثلاثية من أطباء متخصصين.
هناك إحصائية وصلتني من المركز السعودي لزراعة الأعضاء ، وكذلك من جمعية إيثار لزراعة الأعضاء في المنطقة الشرقية ، والتي سأكتب عن جهودها في مقال قادم . فمنذ بدأ برنامج زراعة الأعضاء 2022 وحتى هذه السنة ، أجريت 16394 عملية زرع كلى – 3917 زراعة كبد – 599 رئتين – 566 زراعة قلب – 99 زراعة بنكرياس – 13 زراعة أمعاء.
هذه العمليات أنقذت أو سهلت حياة 21588 ممن احتاجوا للتبرع . لكن هناك آلاف من المحتاجين للتبرع لا زالوا ينتظرون من يساهم بالتبرع لإنقاذ حياتهم أو تحسين ظروفهم الصحية المتدهورة.
نحن بحاجة لجهود مكثفة لنشر ثقافة التبرع ، لإزالة الخوف والتردد من الناس . من خلال الندوات والمحاضرات والمشاركات في المناسبات والمهرجانات . ناهيك عن إدخال هذه الثقافة في المسلسلات التلفزيونية ، وبرامج التواصل الاجتماعي . فقائمة المحتاجين تتزايد باستمرار . ومعاناة المرضى تتضاعف . ومجتمعنا مجتمع خير والدال على الخير كفاعله . ولكم تحياتي
الموت حق ونحن كمسلمين مؤمنين حقا ومستعدين له في اي لحظه ليس الاستعداد النفسي أو المعنوي الاستعداد أننا راحلون باي لحظه ولكن تفتقر الثقافه الحقيقيه لماذا لا أتبرع باعضائي بعد الوفاه؟ المثير يرفض وليس له الاجابه الشافيه للرفض .اعضائي بعد الوفاه راح تدفن معي ولكن إذا تبرعت بها راح افيد واستفيد .نحتاج إلى ثقافه فقط