هم يشجعون والهلالي يحب . . !
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
مايدفع الهلال إلى الأمام ليست أسمائه ولا نجومه ولا مدربيه الذين مروا عليه ، مايدفع الهلال هو جمهوره . . بهذه العبارة التي حفظها كل شخص متعاطي مع كرة القدم السعودية أحببت أن أبدأ كلمات مقالي هذا . . هي ليست عبارات تُردد وتُقال فحسب ، بل واقع عشناه وعايشناه وتعايشنا معه حتى يومنا هذا . . فروعة وجمال وزعامة هذا الهلال أساسها عشاق يقفون خلفه .
هم يشجعون والهلالي يحب . . لا أقولها مبالغة ، لكن ماوصل إليه الهلال اليوم من قربه لاعتلاء منصة آسيا إلا والبقية الكارهة أصبح فقط هو شغلهم الشاغل . . نسوا الاهتمام بأمور فرقهم ومن يشجعون وبات الهلال وآسيا كابوس مزعج يؤرقهم . . لا يغردون تغريدة إلا وفيها الهلال بسوء ، لا يخرجون في لقاء إلا ولسانهم يذكر الهلال ، لا يكتبون عمودا إلا والهلال بين أسطره . . لا يُطلب منهم تشجيعا للهلال لكن يُطلب منهم طرحا محترما مهتمين بأنفسهم وبمن شجعوا أكثر من اهتمامهم بمن كرهوا وخاصموا .
التشجيع ثقافة محترمة والتعصب المحمود مطلب . . والوطنية ليست محصورة في تشجيع أندية الوطن خارجيا ، فالتنافس في لعبة كرة القدم يُحتم على كل شخص أن يتمنى الخير فقط لمن شجع والكل يريد أن يصبح فريقه الأفضل داخليا وحتى خارجيا ، فالوطنية مفهوم أوسع وأشمل من مجرد تشجيع نادي البلد خارجيا . . وعليها فالهلال غني عن مؤازرة “من كرهه” ، فهو الغني بجمهوره الذي لولا الله ثم هم لما كان الهلال هو الهلال .
الهلال تأسس لأجل أن يكون هو البطل والهلال تزعّم بلده ليُضرب به المثل والهلال تسيّد قارته ليترك لغيره الجدل . . لن يضر الهلال إعلامي شاب شعره وهو يكتب بسوء عنه ، لن يضره تغريدة تتغير وتلعب بكلمة “الوطنية” كيفما تشاء ولمجرد اختلاف الألوان فقط ، لن يضره إعلامي يظهر ويقول : “لن أشجع الهلال وبالتوفيق لسيدني” !
كل ما أتمناه من الهلاليين أنفسهم هو الحذر من الانجراف خلف هكذا مهاترات أو حتى الانسياق إلى عبارت التخدير القديمة والتي أكل عليها الزمان وشرب والتي بدأت تظهر في هذه الأوقات . . على الهلالي رئيسا ومدربا ولاعبا وعاشقا إمساك العصا من المنتصف ، عدم الإفراط في الثقة ولكن بتفاؤل موجود لأن الحلم اقترب الهلال من تحقيقه . . فلا تهتموا بمن أراد الضر بكم وكما قال المحبين : “اليوم وغدا ستأتي لهم أجيال من خيال ستهوى وتنتهي وسيبقى الهلال هو الهلال”
بقلم (مجرد رأي)
خاص بـ (عناوين)