محمد أمين في رحاب الله
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
كان بيننا حتى الأمس القريب، تراه بشوشاً، دمث الخلق، ينشر المحبة والبهجة، لكنه رحل من هذه الدنيا إلى رحاب الله تعالى، ونحسبه من الصالحين.
لم يكن محمد أمين عليه رحمة الله تعالى مجرد صديق ، بل كان أخاً غالياً، وكان قريباً من قلوب كثيرة عرفته، وأخرى سمعت عنه، والقلة القليلة كانت قريبة منه لسنوات طويلة، وأنا منهم.
جمعتنا – محمد وأنا – علاقة متميزة قبل زواجه، ولا أنسى دوره في زواجي من أخت زوجته ، عرفت بناته- وهنّ بناتي- وعايشت ولادتهن الواحدة تلو الأخرى، كنت قريباً منهنّ ، ولا أعلم كيف يصبرن على فراقه، أما زوجته فقد كانت على تناغم مدهش معه، جمعت بينهما الحياة الزوجية بحلوها ومرّها ، بساطتها وشدّتها، أسال الله تعالى أن يربط على قلبها وقلوب بناتها ويرزقهم الصبر على فراقه.
لو عددت خصال ومحاسن محمد أمين – رحمه الله – فلن أوفيه حقه، لقد كان قريباً مني بمساندته لي وقت الشدّائد ، ناصحاً أميناً ، قلبه مليئ بالإيمان وحبّه للخير … صادق عزائي مواساتي لزوجته وبناته وأهله وأحبابه، وعزائي أننا سنلتقي بمشيئة ورحمة الخالق سبحانه في جنة الخلد ، الفردوس الأعلى من الجنة … رحمك الله ( أبا فريال ) سبقتنا من هذه الدنيا الفانية… نسأل المولى عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
آخر لقاء لي مع الفقيد رحمه الله كان قبل اثنان وعشرون سنة في الجبيل . اتذكر ايام طفولتي معه ومع اخوته وبيته بشارع السويكت تقاطع ١٠ . لقد كان أخي محمد أمين من أفضل الأصدقاء وقضيت معه في الحارة أسعد ايام طفولتي . كان رحمه الله بشوش الوجه ، ذو أخلاق عالية ، يحب الناس ويحب الخير ، نشأ في بيئة صالحة وكان لا فوته صلاة إلا وتجده مع المصلين وساعده على ذلك انه كان يسكن جوار مسجد السويكت . النفس تبس وترتاح حين لقاءه والاستماع الى حديثه وقصصه . فقدنا شخص عزيز علينا ذو أخلاق عالية ولا نقول إلا رحمك الله ابا فريال وهذا قضاء الله ولا اعتراض . وعلينا الدعاء له رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان . هم السابقون ونحن اللاحقون .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .