الابتسامة صناعة النبلاء
قبل أسبوع ، كنت أقرأ خبرا عن زيارة سمو الأمير سلطان بن سلمان لمركز المهيدب لمتلازمة داون بالخبر . خبر يسعد النفس بلا شك . فالأمير معروف عنه تعلقه وحرصه على دعم هذه الفئات من المجتمع . وأسرة المهيدب لها مشاريعها واهتماماتها بخدمة هذه الفئة من الأطفال .
قبل الإنتهاء من قراءة الخبر ، لفتت نظري صورة تجمع سمو الأمير سلطان مع طفلة تبتسم فرحاً وكلها حيوية وسعادة . كانت ابتسامتها نابعة من القلب . تشعر وكأنها ملكت الدنيا كلها .
في علم الصحافة ، تكون الصورة العفوية البريئة من التصنع ، عن ألف كلمة يكتبها الصحفي في صحيفته ، أو ينقلها المذيع عبر قناته . ولهذا استوقفتني تلك الصورة الجميلة والمعبرة . وقلت لنفسي .. هذه الطفلة أصغر من أن تفكر بحاجة دنيوية تأملها من هذا الأمير .. كما أنها من المرجح لا تدرك معنى الزيارة ولا أهميتها . هي فقط عبرت بكل براءة عما بداخلها دون زيف . فالطفلة تفاعلت مع سموه دون أن تعرف من هو . كل ما في الأمر أنها أبتسمت وفرحت وعبرت عن سعادتها فكانت لقطة عن ألف مقال .
صناعة الابتسامة ، لا يبدع فيها إلا النبلاء ، ولا يحرص عليها إلا كرماء النفس ، ولا يجيدها إلا من يقرن القول بالعمل . لقد صنع سمو الأمير ” النبيل ” الابتسامة العريضة على وجه تلك الطفلة البريئة .
صناعة الابتسامة ليست بحاجة لرأس مال ، ولا لأيد عاملة ، ولا مبان أو مقرات .. بل تحتاج لشخص نبيل ، يعرف كيف يتعامل مع الأطفال . كيف يجعلهم يتغلبون على إعاقاتهم ، وكيف يشعرون أنهم مثل غيرهم من الأطفال ، يمكنهم الإحساس بالفرح والتفاعل بالضحك .
لا تظهروا مشاعر الغضب أمامهم .. لا تتجهموا في وجوههم ، لا تعطفوا عليهم بقدر ما تتعاطفون معهم بالقول والفعل الحسن . هذا ببساطة ما فعله سمو الأمير ، فسموه لم يقدم للطفلة عقد من الألماس ، بل صنع لها ما هو أغلى من ذلك ” ابتسامة عريضة ” أسعدت الجميع .
يقول رسولنا الكريم ” تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ” . فما بالكم إن كانت ابتسامتكم لطفلة معاقة . ولكم تحياتي
مبدع كالعاده استاذ محمد البكر ،كلام ولا اروع ياابو اريح