بين العزاء والأعراس “قليل من الاحترام”
جميل تهاتف الأهل والأحباب والأصدقاء للمشاركة في هاتين المناسبتين . أقصد المشاركة في مناسبات الأحزان والأفراح . فرغم التناقض بينهما ، إلا أن مجرد المشاركة ، يعتبر تقديراً واحتراماً لأهالي المناسبة . لكن تلبية الدعوة لفرح ، أو المشاركة في تعزية ، لا تمنح الشخص الحق في تجاهل غيره من الحاضرين . ففي المقبرة ، عادة ما تكون المشاهد مؤلمة ، فأهل الميت منشغلون بتوديع فقيدهم ، ومشاهد الحزن تطغى على كل شيء هناك . ومع ذلك تجد بعض المشاركين وكأنهم في صالة أفراح أو في مباراة لكرة القدم . لا يراعون مشاعر أهل الفقيد ، ولا حرمة المقابر .
آخرون لا يهمهم من يقف في طابور العزاء ، فيتجاوزونهم كي يصلوا قبلهم للتعزية ، مما يسبب فوضى وتزاحم وتأفف ممن يحترمون غيرهم ويلتزمون دورهم في التعزية . المشاهد محزنة ، والمواقف مؤلمة ، وهذه التصرفات لا تليق بالإنسان المسلم ، الذي يفهم معنى خصوصية المكان والزمان .
يتكرر المشهد في قاعة الأفراح ، خاصة إذا كان الحضور كثيفا . فبينما المدعوون يقفون في طابور للتهنئة ، يتفاجؤون بأشخاص يدخلون القاعة وبسرعة لا تفهم معناها ، متجهين مباشرة لأهل الفرح لتهنئتهم ، متجاهلين ” البشر ” الذين يصطفون في طابور التهنئة .
نتفهم بأن هناك حالات استثنائية ، ككبار السن ، أو أصحاب الهمم ، أو حتى بعض المسؤولين ممن لا يملكون الوقت بسبب مسؤولياتهم . أما عدا أولئك ، فلا أحد يعرف كيف يفكرون ، أو لماذا يتجاهلون غيرهم ويتعالون عليهم . ثم أن هناك من يصر على تقبيل أصحاب الدعوة بدل المصافحة ، وربما التصوير معهم . ، مما يزيد الطين بلة .
في العزاء هناك ثلاثة أيام يمكنك تقديم التعزية فيها ، فإن كانت ظروفك لا تسمح لك بانتظار دورك ، فيمكنك زيارتهم في منزلهم ، بدلاً من إزعاجهم في أكثر المشاهد إيلاما .
وفي الفرح .. إن كنت مستعجلاً ، فعليك الحضور مبكرا . وقد أعجبتني فكرة أحد الأصدقاء ، وهي أن يتواجد أهل المناسبة من بعد صلاة المغرب لتلقي تهنئة من لا يملك الوقت ، أو من لا يريد البقاء حتى نهاية الفرح . وبذلك لا يزعج نفسه ، ولا يتجاوز على غيره ، ولا يربك أهل الفرح . أدام الله أفراحكم . ولكم تحياتي .