الحزبية والدولة
الانتماء لوطن ودولة له دور في رسم الطريق الصحيح للمسار السياسي، لدينا قيادة معنية بتسيير أمور الدولة داخلياً وخارجياً وبموجبها نعيش ونهنأ ونعمل تحت مظلتها آمنين مطمئنين..
حبانا الله في قيادة جعلت القضية الفلسطينية أولوياتها في العمل السياسي الخارجي منذ عهد المؤسس، لم تتغير مواقفها ولم تتبدل مبادئها من أجل القضية، وعملت على تحقيق مبدأ دولة فلسطين وعاصمتها القدس. ولدينا المبادرة السعودية في 2004 والتي تم اعتمادها وتأييدها في جامعة الدول العربية وأصبحت المبادرة العربية. وأعلنها الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز – طيب الله ثراه-.
وها نحن في 2023 وتقود الدولة بقيادة الملك سلمان -حفظه الله- مبادرة السلام والتي يقودها السياسي المحنك الأمير محمد بن سلمان، والتي قبل فيها التعايش والتطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل حل سلمي شامل للدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.. مشوار صعب وطويل في ظل نكوث اليهود المعتاد في أي مفاوضات، ولكنه مسار يضمن الحقوق للجميع. ولايوجد سلام على كوكب الأرض إلا بتنازلات من جميع الأطراف.
جمهورية مصر استرجعت سيناء مقابل السلام وفتحت علاقات مع الكيان الصهيوني . والسعودية ليست بمعزل عن العالم العربي والإسلامي واشترطت دولة فلسطين وعاصمتها القدس مقابل تطبيع العلاقات. وهذا مسار سياسي تعلمه الدول ذات السيادة بما يحقق الأمن والسلام في المنطقة.
في وقت كانت المفاوضات السعودية الفلسطينية الأمريكية الصهيونية تمضي في الطريق الصعب. من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين طوال سبعة عقود. وهذا ما يسعى له سمو ولي العهد لجعل الشرق الأوسط منطقة آمنة مزدهرة متطلعة اقتصاديا لينافس بها أوروبا.. يسعى من أجل منطقة وليس دولة .. رؤية ليست بالمستحيلة وبالإمكان تحقيقها ولكن.. ؟
في الحروب تكون هناك استراتيجيات وأهداف محددة قبل الدخول فيها.. إما استعادة أرض أو تغيير نظام أو مكافحة إرهاب وغيرها.. وتلك أساسيات العمل السياسي للدول ذات السيادة .. ولكن ..؟
هناك فئة لا تريد أن ينتهي الصراع الفلسطيني الصهيوني لمكاسب مادية معروفة بدأها عرفات منذ السبعينات وانتهى بها المطاف مع أرملته وابنته يتنعمون بها في فرنسا. هذا واقع الجميع يعلمه. وتلك الفئات مشت على نفس النسق وأصبحت أرصدتهم مليارية وشعبهم يعاني ويموت قهرًا في كل ثانية.
تلك الفئات الحزبية تسخر جزءا بسيطا من تلك الأموال للجهاز الإعلامي مع حفنة مرتزقين يهاجمون الدول وينكرون إسلامها إذا لم تؤيد فعلهم ومغامراتهم الطائشة. وفي النهاية كتبها إسماعيل هنية في حسابه على منصة X ( من أجل هذه لا تصالح) قرر أن يلغي أي مسار صلح من أجل دولة مستقلة للفلسطينين عاصمتها القدس.
هذه الفئات يتم تمويلها من قبل إيران التي تسعى جاهدة لعدم تحقيق سلام في المنطقة واستقلال فلسطين.. فجميع مليشياتها تتخذ شعار (تحرير القدس) في ظاهرها والإرهاب ونشر الصفوية والولاء لايران في خافيها.
نحن نتمسك بموقف دولتنا وبياناتها الصادرة.. ولا نقبل بأي حال ما تفعله قوات الصهاينة الإرهابية في الشعب الفلسطيني. الغرب اصطف مع الإرهاب الصهيوني. وهذا ليس بمستغرب. ونحن مع الشعب الفلسطيني، والله معنا وهذا يكفينا.
ختاماً .. المكاسب الشعبوية لحزب حماس لا تستحق إزهاق حياة فلسطيني واحد .. ولكنها الحزبية والمال ..