العيون على موقعة الأرجنتين وأستراليا ومواجهة أميركا وهولندا في مونديال قطر
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
تنطلق، السبت «الثالث من ديسمبر 2022»، منافسات دور ثمن نهائي كأس العالم 2022 والذي تنظمه دولة قطر، ومرحلة خروج المغلوب.
هولندا- أمريكا
ويخوض المنتخب الهولندي قمة حامية الوطيس أمام نظيره الأمريكي، والتي تنطلق صافرتها عند الساعة السادسة مساءً بتوقيت مكة المكرمة، على استاد خليفة في الدوحة.
وعلّق الحساب الرسمي للمنتخب الهولندي لكرة القدم في تويتر على المواجهة ب«معركة مع الولايات»، في إشارة إلى الاختبار الصعب الذي ينتظر «الطواحين» في سعيهم إلى الذهاب بعيداً في البطولة، وفك النحس الذي يلازمهم فيها، بخسارتهم ثلاث مباريات نهائية بفوارق ضيقة أعوام 1974 و1978 و2010.
ولسان حال أغلب لاعبي المنتخب الهولندي يتحدث عن التتويج باللقب، في مقدمتهم هدافه في النسخة الحالية كودي خاكبو، الذي قال «نريد الفوز في كل مباراة، واحدة تلو الأخرى، لأن هدفنا هو أن نكون أبطالاً للعالم».
وأضاف خاكبو الذي أصبح أول لاعب هولندي يهز الشباك في المباريات الثلاث في دور المجموعات، وثاني لاعب يفتتح التسجيل ثلاث مرات في دور المجموعات عينه، بعد الإيطالي أليساندرو ألتوبيلي في 1986 «نعمل بجد من أجل ذلك».
وأكد لاعب وسط أتلانتا الإيطالي مارتن دي رون «هدفنا واضح، نريد الفوز بكأس العالم»، مضيفاً «هذه هي العقلية التي تحتاجها بخلاف ذلك، ما هو الهدف من التواجد هنا؟».
وشدد المدرب لويس فان خال، «71 عاماً» على أن «المرحلة التالية هي الأهم في البطولة ويمكن ان نبدأ بشعور إيجابي».
وكان فان خال في العام (2012-2014) على رأس المنتخب الهولندي وتحديداً في مونديال 2014 عندما تخطى المكسيك بصعوبة 2-1 بهدف قاتل لكلاس-يان هونتيلار من ركلة جزاء (90+4)، ثم كوستاريكا في ربع النهائي بركلات الترجيح التي أطاحت به من نصف النهائي على يد الأرجنتين قبل أن يكسب البرازيل المضيفة بثلاثية نظيفة على المركز الثالث.
ويمنّي فان خال، النفس بمواصلة سجله الرائع مع منتخب بلاده في العرس العالمي بعدما أصبح، يوم الثلاثاء الماضي (عقب الفوز على قطر المضيفة)، أول مدرب يتفادى الخسارة في 10 مباريات متوالية في كأس العالم (7 انتصارات وثلاث تعادلات)، في سعيه لتحقيق ما عجز عنه في البرازيل، وختم مشواره مع المنتخب بلقب عالمي طال انتظاره، خصوصاً أن النسخة الحالية هي الأخيرة له في مسيرته التدريبية حيث سيعتزل ويترك منصبه لرونالد كومان.
شراسة المنافس
ولكن المهمة لن تكون سهلة أمام الولايات المتحدة، التي ستكون منافساً شرساً، حسب مدافع إنتر ميلان الإيطالي دنزل دامفريس، الذي حذّر زملاءه بقوله: علينا تحسين بعض الجوانب إذا أردنا مواصلة المشوار.
وقدمت الولايات المتحدة عروضاً جيدة حتى الآن في المسابقة، خصوصاً إرغامها إنجلترا على التعادل السلبي بعدما كانت في طريقها إلى الفوز على ويلز في الجولة الأولى قبل أن تتعادلا 1-1، ثم تغلبت على إيران 1 -صفر.
وبدا مدربها غريغ بيرهالتر، مصمماً على عدم الاكتفاء بشرف التأهل إلى ثمن النهائي، رغم صعوبة المهمة أمام الهولنديين، مشدداً على «إنها فرصة رائعة لكننا لن ندخل إلى المباراة ونحن نفكر، إنه شرف. نستحق أن نكون في هذا المركز المتواجدين فيه، لا نريد العودة إلى المنزل».
العيون على حُلم ميسي
وتتجه الأنظار نحو الأرجنتين، ونجمها ليونيل ميسي، في مواجهة أستراليا، والتي تنطلق صافرتها عند الساعة العاشرة مساءً بتوقيت مكة المكرمة، على ملعب أحمد بن علي، في الريان.
ورغم ان المهمة سهلة على الورق بالنسبة إلى «التانغو»، إلا أن ما شاهدته النسخة القطرية حتى الآن أكدت أنْ لا كبير في كرة القدم، زد على ذلك أن الأرجنتين لم تنس الدرس القاسي الذي تلقته من السعودية حين خسرت 1-2 في افتتاح مبارياتها، علماً بأن منتخبي أستراليا والسعودية كانا في مجموعة واحدة في تصفيات المونديال الآسيوية، وكان التفوق لمصلحة «الأخضر» في تصدر السباق نحو قطر.
وانتظرت الأرجنتين حتى الجولة الأخيرة من دور المجموعات لحسم تأهلها إلى ثمن النهائي، والإبقاء على حلم قائدها ليونيل ميسي، في إنهاء مسيرته باللقب الأهم الذي يغيب عن خزائنه، بفوزها على بولندا 2-صفر.
وبعد الفوز، يوم الأربعاء الماضي، على بولندا، بدا مدرب الأرجنتين سكالوني حذراً بشأن الأستراليين الذين أنهوا دور المجموعات على المسافة نفسها من فرنسا حاملة اللقب، وتأهلوا إلى ثمن النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد 2006 في الوصافة بفارق الأهداف عن «الديوك».
وقال سكالوني، إن جميع المنتخبات المشاركة في النهائيات «صعبة. لقد رأينا ذلك ضد السعودية. إذا كنتم تعتقدون أن أستراليا سهلة، فأنتم مخطئون، فهم أظهروا ذلك من خلال التأهل بمواجهة فرق صعبة في كأس العالم».
ويبدو أن صدمة الخسارة أمام السعودية التي أعادت إلى الأذهان الخسارة الافتتاحية للأرجنتين أمام الكاميرون عام 1990 قبل أن تواصل طريقها حتى النهائي، أيقظت ميسي ورفاقه الذين قدّموا أداء ممتازاً في المباراتين التاليتين أمام المكسيك وبولندا.
لكن سكالوني رفض مقولة أن الهزيمة الافتتاحية قد تفيد الأرجنتين لما تبقى من مشوارها في المونديال القطري، قائلاً «كلا، لا أعتقد أن الخسارة مفيدة. لم نستفد أي شيء من هذه الهزيمة، وكنا نعلم أنه يتوجب علينا الفوز في المباراتين المتبقيتين».
وبعدما شدد على ضرورة «تحليل الخصوم»، قال سكالوني إنه «يتوجب علينا أيضاً التفكير في كيفية إيذائهم»، معترفاً بأنه وطاقمه لم يتابعا كثيراً أستراليا لمعرفتها بشكل جيد، لكنهما سيقومان بهذا الأمر الآن.
وتقام المباراة، بعد يومين راحة فقط، لميسي ورفاقه، وهذا الأمر دفع بسكالوني إلى انتقاد «فيفا» بالقول «نحن سعداء اليوم (الأربعاء) لكني لا أريد المبالغة في الابتهاج. أعتقد أنه من الجنون أن نلعب بعد ما يزيد قليلاً على يومين، على الرغم من فوزنا بهذه المجموعة.. لا أفهم ذلك. دخلنا في يوم الخميس وأمامنا يومان، ثم علينا أن نلعب».
وأظهر المنتخب الأرجنتيني، شخصية قوية جداً، يوم الأربعاء الماضي، أمام بولندا بعدما تجاوز خيبة إهدار ركلة جزاء عبر قائده ميسي، وخرج منتصراً بهدفي أليكسيس ماك أليستر، وخوليان ألفاريز.
ورأى قلب الدفاع نيكولاس أوتامندي «إننا فريق يزداد قوة تحت الضغط ونواصل إظهار ذلك».
وعلى الورق، تبدو الأرجنتين مرشحة بقوة لتخطي عقبة الأستراليين والتأهل إلى ربع النهائي حيث ستواجه الفائزة من مباراة هولندا والولايات المتحدة.
ولكن فريق المدرب غراهام آرنولد، لن يكون لقمة سائغة، وقد أثبت ذلك في دور المجموعات بعدما اختبر سيناريو مشابهاً للأرجنتين بخسارته مباراته الأولى أمام فرنسا 1-4، قبل أن يستعيد توازنه على حساب تونس 1-صفر، ثم يحسم تأهله بتغلبه على الدنمارك 1-صفر أيضاً.
وأظهر «سوكِروز» أنه قاتل بهجماته المرتدة التي ستكون سلاحه مجدداً أمام الأرجنتين في مباراة ستكون الهيمنة الميدانية فيها لمصلحة ميسي، ورفاقه على أغلب الظن.
وحذّر المهاجم الأسترالي ميتشل ديوك، الذي سجل هدف الفوز على تونس، من مغبة الاستخفاف بمنتخب بلاده قائلاً «لا يجب استبعادنا من الحسابات. هناك شيء مميز جداً يحصل حالياً في الفريق من ناحية الثقة».
وسيكون الهم الأساسي لأرنولد مدرب أستراليا، كيفية إيقاف ميسي، الذي سيقاتل بكل ما لديه من أجل محاولة الإبقاء على حلم الانضمام إلى الأسطورة الراحل دييغو مارادونا، وقيادة بلاده إلى اللقب للمرة الأولى منذ 1986، من أجل إنهاء مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة بعدما ألمح في أكثر من مناسبة إلى أن مونديال قطر سيكون الأخير له.
نصف المقاعد للكبار وظهور مميز للمغرب والسنغال
وأسدل الستار مساء «الجمعة الثاني من ديسمبر»، على دور المجموعات لنهائيات كأس العالم “قطر 2022″، والتي تستمر منافساتها حتى 18 ديسمبر/كانون أول الجاري.
وتتصدر قارة أوروبا قائمة المنتخبات المتأهلة للدور ثمن النهائي، وذلك بصعود 8 منتخبات من القارة العجوز من أصل 16، وهي: “إسبانيا، سويسرا، كرواتيا، بولندا، البرتغال، هولندا، إنجلترا، فرنسا”.
وتأهلت 3 منتخبات من قارة آسيا، وهي: “كوريا، اليابان، بالإضافة إلى أستراليا”.
وتساوت أفريقيا وأمريكا الجنوبية في عدد المتأهلين، بعد صعود منتخبين من كل قارة، إذا تأهل المنتخبان المغربي والسنغالي من القارة السمراء، مقابل العملاقين البرازيل والأرجنتين من أمريكا الجنوبية.
وكانت أمريكا الشمالية هي الأقل حضورا في دور الـ16، وذلك بتأهل المنتخب الأمريكي فقط.
وتصدرت إسبانيا قائمة أكثر المنتخبات تسجيلًا للأهداف مناصفة مع إنجلترا برصيد 9 أهداف، لكل منهما، فيما تساوت 6 منتخبات كأقوى خط دفاع باستقبالها لهدف واحد، وهي: “البرازيل، المغرب، هولندا، أمريكا، تونس وكرواتيا”.
وعلى صعيد النتائج التاريخية، حققت السعودية الفوز الأول لقارة آسيا على حساب الأرجنتين، فيما حقق المنتخب الياباني الفوز الأول لآسيا على المانيا، بينما حققت تونس أول فوز عربي على حساب فرنسا، وحقق المنتخب الكاميروني الفوز الأول للأفارقة على البرازيل.