الرأي , سواليف
من قوم ” لوط ” للمونديال
حجم الخط |
- A+
- A
- A-
في المجتمعات ” الإسلامية ” يعرفون قضية الشذوذ منذ آلاف السنين ، حين شكى النبي ” لوط ” عليه السلام قومه لله ، من أنهم يأتون الرجال دون النساء على غير ما فطرهم الله تعالى . بل حتى الغرب أنفسهم ، يعرفون ذلك ، فكتب العهد القديم تطرقت لقصة قوم لوط عليه السلام وما حل بهم من عقاب من رب العالمين . فكل ما في الأمر أن الغرب غيروا المسمى من شذوذ ، إلى ” مثلية ” ، وأعادوا إنتاجه بعد إدخال شذوذ النساء وميلهن لجنسهن كجزء من القضية .
لست معني بما تمثله ظاهرة المثلية وما تعنيه للمجتمعات الأخرى . ولا يهمني إن تعامل الغرب مع هذه الظاهرة على أنها قضية حقوق إنسان ، بقدر ما يهمني إصرارهم على إقحام جميع سكان الكرة الأرضية ، وفي كل المحافل الدولية ، ثقافية كانت أم رياضية ، إما بقبول هذا الشذوذ ، أو معاقبة كل من لا يقبله .
نحترم الغرب وحضارتهم، ونقدر دورهم في الاختراعات والبحوث العلمية ، وما يملكونه من توظيف للتكنلوجيا ، وما يقدمونه للبشرية من اكتشافات للأدوية التي تقي الإنسان شرور الأمراض بأذنه تعالى . كما نحترم خصوصيتهم ، وما يرونه مناسباً لهم ولمجتمعاتهم ولأجيالهم القادمة . لكن في المقابل ، أليس من حق العالم عليهم ، احترام خصوصيتهم وقوانينهم ومعتقداتهم ، وعدم إقحامهم في قضايا يعتبرونها بحكم الدين والمبادئ والأخلاق ، قضايا خاسرة وغير مقبولة !؟
المجتمعات الإسلامية ليست مجتمعات ملائكية . ولا تدعي المثالية أو الكمال ، لكنها مجتمعات مؤمنة بأن دينها هو دين الحق ، وأن كلام الله هو الفيصل بين الحق والباطل ، وأن القصص التي يذكرها سبحانه وتعالى في كتابه كقصة النبي ” لوط ” عليه السلام ، إنما هي دروس يتعلمون منها ، وتعاليم يلتزمون بها ، وطريق يسلكونه نحو الخلاص من ذنوب الدنيا . ناهيك عن أن الأمر ليس محصوراً على تلك المجتمعات الإسلامية فقط ، بل أن هناك مجتمعات متباينة الأديان والمعتقدات ، تتفق جميعها على أن ظاهرة الشذوذ مرفوضة ، وأن المونديال ليس المكان ولا الزمان الذي تطرح فيه مثل هذه القضايا ، بل هو ملتقى رياضي دولي يخص العالم بأسره ، للتقارب بين الشعوب ، وللتنافس الرياضي الشريف الذي يشجع على الإبداع والتفوق . فهل وصلت الرسالة !؟
لكم تحياتي .